للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فيها أيَّامُ العشرِ. وقولِ مَن قالَ: الشَّفعُ الخلقُ كلُّهُ والوترُ اللهُ تَعالى؛ فإنَّ أيَّامَ العشرِ مِن جملةِ المخلوقاتِ.

* ومِن فضائلِهِ أيضًا: أنَّهُ مِن جملةِ الأربعينَ التي واعَدَها اللهُ [عَزَّ وجَلَّ] لموسى عليهِ السَّلامُ (١). قالَ تَعالى: {وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلَاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً} [الأعراف: ١٤٢]. لكنْ هل عشرُ ذي الحجَّةِ خاتمةُ الأربعينَ فيَكونَ هوَ العشرَ الذي أُتِمَّ بهِ الثَّلاثونَ، أم هوَ أوَّلُ الأربعينَ فيَكونَ مِن جملةِ الثَّلاثينَ التي أُتِمَّتْ بعشرٍ. فيهِ اختلافٌ بينَ المفسِّرينَ.

رَوى: عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عن مَعْمَرٍ، عن يَزيدَ بنِ أبي زِيادٍ، عن مُجاهِدٍ؛ قالَ: ما مِن عملٍ في أيَّامِ السَّنةِ أفضلَ منهُ في العشرِ مِن ذي الحجَّةِ، وهيَ العشرُ التي أتَمَّها اللهُ لموسى عليهِ السَّلامُ (٢).

* ومِن فضائلِهِ: أنَّهُ خاتمةُ الأشهرِ المعلوماتِ أشهرِ الحجِّ، التي قالَ اللهُ فيها: {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ} [البقرة: ١٩٧]، وهيَ شوَّالٌ وذو القعدةِ وعشرٌ مِن ذي الحجَّةِ (٣). رُوِيَ ذلكَ عن عُمَرَ وابنِهِ عَبْدِ اللهِ وعَلِيٍّ وابنِ مَسْعودٍ وابنِ عَبَّاسٍ وابنِ الزُّبَيْرِ وغيرِهِم، وهوَ قولُ أكثرِ التَّابعينَ ومذهبُ الشَّافِعِيِّ وأحْمَدَ وأبي حَنيفَةَ وأبي يوسُفَ وأبي ثَوْرٍ وغيرِهِم، لكنِ الشَّافِعِيُّ وطائفةٌ أخْرَجوا منهُ يومَ النَّحرِ وأدْخَلَهُ فيهِ الأكثرونَ؛ لأنَّهُ يومُ الحجِّ الأكبرِ، وفيهِ يَقَعُ أكثرُ أفعالِ مناسكِ الحجِّ. وقالَتْ طائفةٌ: ذو الحجَّةِ كلُّهُ


= عمران بن عصام، [عن] شيخ من أهل البصرة، عن عمران بن حصين … رفعه.
وهذا سند ضعيف فيه علل: أولاها: أنّ عمران بن عصام هذا مجهول. والثانية: أنّ شيخه البصري مبهم، ومنهم من أسقط "عن" وجعل عمران هو الشيخ البصري نفسه. والثالثة: أنّه رواه: عبد الرزّاق في "التفسير" (٣٥٩٧)، وعبد بن حميد (الفجر ٣ - الدرّ)، وابن جرير (٣٧٠٩٤ و ٣٧٠٩٥)؛ عن قتادة، عن عمران … موقوفًا. وقد صحّح الحاكم هذا الحديث ووافقه الذهبي، وردّه العسقلاني في "الفتح" (٨/ ٧٠٢) بقوله: "أخرجه الحاكم من هذا الوجه فسقط من روايته المبهم فاغترّ فصحّحه". وقال ابن كثير: "وعندي أنّ وقفه على عمران بن حصين أشبه". وقال الألباني: "ضعيف الإسناد".
(١) (لا أصل له في المرفوع). كما تقدّم (ص ٥٧٧).
(٢) ويزيد بن أبي زياد ضعيف.
(٣) وأيّام التشريق أيضًا! فهذه لا بدَّ أن تكون من أيّام الحجّ وشهوره!

<<  <   >  >>