للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفي "المسند" أيضًا: عن خَوْلَةَ بنتِ تامِرٍ الأنْصارِيَّةِ (١)، عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -؛ قالَ: "إنَّ هذهِ الدُّنيا خضرةٌ حلوةٌ، وإنَّ رجالًا يَتَخَوَّضونَ في مالِ اللهِ بغيرِ حقٍّ لهُمُ النَّارُ يومَ القيامةِ" (٢).

وخَرَّجَ البُخارِيُّ (٣) مِن قولِهِ "إنَّ رجالًا" إلى آخرِهِ.

وفي "المسند" أيضًا: عن عائِشَةَ، عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -؛ قالَ: "إن هذهِ الدُّنيا خضرة حلوةٌ، فمَن آتَيْناهُ منها شيئًا بطيبِ نفسٍ أو طيبِ طعمةٍ ولا إشرافٍ؛ بورِكَ لهُ فيهِ، ومَن آتيْناهُ منها شيئًا بغيرِ طيبِ نفسٍ منَّا وغيرِ طيبِ طعمةٍ وإشرافٍ منهُ؛ لمْ يُبارَكْ لهُ فيهِ" (٤).

وفي المعنى أحاديثُ أُخرُ.

• وقولُهُ - صلى الله عليه وسلم - "إنَّ ممَّا يُنْبِتُ (٥) الرَّبيعُ يَقْتُلُ حَبَطًا أو يُلِمُّ؛ إلَّا آكلةَ الخضرِ" مثلٌ آخرُ


= ورواه البخاري في "التاريخ" (٥/ ٤٥٠) من طريق قويّة، عن عثمان بن محمّد، عن حنظلة بن قيس الزرقي، عن امرأة حمزة … رفعته. وقد تكلّموا في عثمان، وحديثه حسن في الشواهد على الأقلّ.
فالحديث صحيح بهذه الطرق وغيرها ممَّا سيأتي بعده. وقد قوّاه الترمذي والعسقلاني والألباني.
(١) قال العسقلاني في "الفتح" (٦/ ٢١٩): "فرّق غير واحد بين خولة بنت ثامر وبين خولة بنت قيس، وقيل: إنّ قيس بن فهد لقبه ثامر، وبذلك جزم عليّ بن المديني، فعلى هذا فهي واحدة" اهـ. قلت: وبذلك جزم جماعة من أهل العلم، واتّفاق لفظي الحديثين دليل قويّ على صحّة هذا المذهب، وصنيع البخاري في "تاريخه" يدلّ على أنّه يميل إلى ما ذهب إليه شيخه عليّ بن المديني. والله أعلم.
(٢) (صحيح). رواه: أحمد (٦/ ٤١٠)، وعبد بن حميد (١٥٨٦)، والبخاري في "التاريخ" (٥/ ٤٥٠)، وابن أبي عاصم في "الآحاد" (٣٢٧٢) و"الزهد" (١٥٣)، والطبراني (٢٤/ ٢٤٢/ ٦١٧)، والمزّي في "التهذيب" (٣٥/ ١٦٥)؛ من طريقين قويّتين، عن محمّد بن عبد الرحمن أبي الأسود، عن النعمان بن أبي عيّاش، عن خولة بنت ثامر … رفعته.
وهؤلاء ثقات رجال الشيخين، وأبو الأسود هو يتيم عروة، فالسند صحيح، وحسبك به صحّة أنّ البخاري رواه مختصرًا من هذه الطريق نفسها. وانظر ما بعده.
(٣) (٥٧ - الخمس، ٧ - فأنّ لله خمسه، ٦/ ٢١٧/ ٣١١٨).
(٤) (صحيح لشواهده). رواه: أحمد (٦/ ٦٨)، والبزّار (٩٢٠ - كشف)، وابن حبّان (٣٢١٥)؛ من طريق شريك، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة … رفعته.
قال المنذري في "الترغيب" (١٢٣١): "إسناد حسن". وقال الهيثمي (٣/ ١٠٣): "رجال الصحيح".
قلت: شريك سيّئ الحفظ، وحديثه لا يعدو أن يكون صالحًا في الشواهد، ومسلم إنّما روى له في المتابعات.
نعم؛ يشهد له حديث حكيم بن حزام المتّفق عليه الذي تقدّم آنفًا فهو به صحيح.
(٥) في خ: "إنّ ممّا أنبت"، وأثبتّ ما في م و ن و ط لموافقته متن الحديث.

<<  <   >  >>