للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وخَرَّجَهُ البَيْهَقِيُّ وغيرُهُ وزادَ فيهِ: "طالَ ليلُهُ فقامَه، وقَصُرَ نهارُهُ فصامَه" (١).

• إنَّما كانَ الشِّتاءُ ربيعَ المؤمنِ لأنَّهُ يَرْتَعُ فيهِ في بساتينِ الطَّاعاتِ ويَسْرَحُ في ميادينِ العباداتِ ويُنَزِّهُ قلبَهُ في رياضِ الأعمالِ الميسَّرةِ فيهِ كما تَرْتَعُ البهائمُ في مرعى الرَّبيعِ فتَسْمَنُ وتَصْلُحُ أجسادُها، فكذلكَ يَصْلُحُ دينُ المؤمنِ في الشِّتاءِ بما يَسَّرَ اللهُ تَعالى فيهِ مِن الطَّاعاتِ:

• فإنَّ المؤمنَ يَقْدِرُ في الشِّتاءِ على صيامِ نهارِهِ مِن غيرِ مشقَّةٍ ولا كلفةٍ تَحْصُلُ لهُ مِن جوعٍ ولا عطشٍ؛ فإنَّ نهارَهُ قصيرٌ باردٌ، فلا يُحِسُّ فيهِ بمشقَّةِ الصِّيامِ.

وفي "المسند" و"التِّرْمِذِيِّ": عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -؛ قالَ: "الصِّيامُ في الشِّتاءِ الغنيمةُ الباردةُ" (٢).


= (٨/ ٣٢٥)، والقضاعي في "المسند" (١٤١ و ١٤٢)، والبيهقي في "السنن" (٤/ ٢٩٧) و"الشعب" (٣٩٤٠)، وابن الجوزي في "الواهيات" (٥٠١)، والذهبي في "الميزان" (٢/ ٢٥) تعليقًا، والعسقلاني في "اللسان" (٣/ ٥١٧) تعليقًا؛ من طريق درّاج، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد … رفعه.
حسّنه الهيثمي والسيوطي والمناوي، وعدّه ابن عدي وأبو نعيم وابن الجوزي والمزّي والذهبي والعسقلاني والألباني فيما يستنكر من أحاديث درّاج، ودرّاج ضعيف ولا سيّما روايته عن أبي الهيثم.
(١) (ضعيف). جاءت هذه الزيادة عند البيهقي وغيره بالسند السابق نفسه، فلها حكم أصلها.
(٢) (ضعيف). رواه: ابن أبي شيبة (٩٧٤١)، وأحمد (٤/ ٣٣٥)، والفسوي (٣/ ١٢٧)، والترمذي (٦ - الصوم، ٧٤ - الصوم في الشتاء، ٣/ ١٦٢/ ٧٩٧)، وابن أبي عاصم في "الآحاد" (٢٨٧٥)، وأبو يعلى (٢٤٤ - مختارة)، وابن خزيمة، وابن قانع (٢/ ٢٤٢/ ٧٥٢)، والطبراني (٢٤٦ و ٢٤٧ - مختارة)، والصيداوي في "الشيوخ" (١/ ٣٥٧/ ٣٤٢)، والقضاعي في "المسند" (٢٣١)، والبيهقي في "السنن" (٤/ ٢٩٦) و"الشعب" (٣٩٤١)، والضياء في "المختارة" (٨/ ٢٠٨/ ٢٤٤ - ٢٤٧)، والرافعي في "التدوين" (٢/ ٧٨)، والمزّي في "التهذيب" (١٤/ ٧٦)؛ من طريق أبي إسحاق، عن نمير بن عريب، عن عامر بن مسعود … رفعه. وهذا سند ضعيف: نمير مجهول، وعامر بن مسعود لا تثبت له صحبة بل هو تابعي فيه جهالة، ولذلك قال البخاري والفسوي والترمذي والبغوي وابن حبّان وابن عدي والبيهقي والضياء: "مرسل".
ورواه قتادة واختلف عليه فيه على وجهين: روى أوّلهما: عبد الله بن أحمد في "زوائد الزهد" (٩٨٦) من طريق هدبة بن خالد، وأبو نعيم في "الحلية" (١/ ٣٨١) والبيهقي (٤/ ٢٩٧) من طريق همّام؛ كلاهما عن قتادة، عن أنس، عن أبي هريرة … موقوفًا. وروى الثاني: الطبراني في "الصغير" (٧١٧)، وابن عدي (٣/ ١٢١٠)، والبيهقي في "الشعب" (٣٩٤٢)؛ من طريق الوليد بن مسلم، عن سعيد بن بشير، عن قتادة، عن أنس … رفعه. وهمّام وهدبة ثبتان بخلاف ابن بشير الضعيف في قتادة خصوصًا مع ضعف الطريق إليه لعنعنة الوليد على تدليسه، فالمعروف هنا الوجه الأوّل الموقوف، والرفع منكر.

<<  <   >  >>