للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومِن حديثِ أُمِّ سَلَمَةَ مرفوعًا: "إنَّ نساءَ أهلِ الجنَّةِ يَقُلْنَ: نحنُ الخالداتُ فلا نَموتُ [أبدًا]، ونحنُ النَّاعماتُ فلا نَبْأسُ أبدًا، ونحنُ المقيماتُ فلا نَظْعَنُ أبدًا، ونحنُ الرَّاضياتُ فلا نَسْخَطُ أبدًا، طوبى لمَن كنَّا لهُ وكانَ لنا" (١).

• وفيما ذَكَرَهُ - صلى الله عليه وسلم - في صفةِ مَن يَدْخُلُ الجنَّةَ تعريضٌ بذمِّ الدُّنيا الفانيةِ؛ فإنَّهُ مَن يَدْخُلُها وإنْ نُعِّمَ فيها فإنَّهُ يَبْأسُ، ومَن أقامَ فيها فإنَّهُ يَموتُ ولا يُخَلَّدُ، ويَفْنى شبابُهُمْ وتَبْلى ثيابُهُمْ، بل تَبْلى أجسامُهُمْ.

وفي القرآنِ نظيرُ هذا، وهوَ التَّعريضُ بذمِّ الدُّنيا وفنائِها مع مدحِ الآخرةِ وذكرِ كمالِها وبقائِها:

كما قالَ تَعالى: {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ. قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ} [آل عمران: ١٤ - ١٥].

وقالَ تَعالى: {إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالْأَنْعَامُ … } الَايةَ، ثمَّ قالَ: {وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلَامِ


= المنذري والهيثمي (١٠/ ٤٢٢): "رجاله رجال الصحيح". قلت: إلا عمارة؛ فهو مؤرخ مشهور، روى عنه جماعة، ونقل عنه أهل العلم، ولم يجرحه أحد، فلا أقلّ من أن يكون صالحًا في الشواهد، ثمَّ هو حسن بحديث ابن أبي أوفى المتقدّم ذكره في الحديث السابق وغيره، ويستأنس له بحديثي عليّ وأم سلمة.
(١) (ضعيف جدًّا). قطعة من حديث طويل رواه: العقيلي (٢/ ١٣٨)، والطبراني في "الكبير" (٢٣/ ٣٦٨/ ٨٧٠) و"الأوسط" (٣١٦٥)، وابن عديّ (٣/ ١١١٢)، وابن جرير (٢٩٣٧٠ و ٣٣١٧٢ و ٣٣٣٣٠ و ٣٣٤٠٢)؛ من طريق بكر بن سهل الدمياطي، ثنا عمرو بن هاشم البيروتي، ثنا سليمان بن أبي كريمة، عن هشام بن حسّان، عن الحسن، عن أمّه، عن أم سلمة … مرفوعًا مطولًا ومختصرًا.
قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن هشام بن حسّان إلا سليمان بن أبي كريمة، تفرد به عمرو بن هاشم". وقال الهيثمي (٧/ ١٢٢، ١٠/ ٤٢١): "فيه سليمان بن أبي كريمة، ضعّفه أبو حاتم وابن عديّ، وهو ضعيف". قلت: بكر بن سهل ضعيف، وعمرو بن هاشم فيه ضعف، وسليمان منكر الحديث، وهشام ثقة تكلموا في روايته عن الحسن لكثرة إرساله عنه. فالسند واهٍ.

<<  <   >  >>