للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهذا المعنى محفوظ عن النبي صلى الله عليه وسلم من غير وجه، يشير إلى أن التفرقة والاختلاف لا بد من وقوعهما (١) في الأمة، وكان يحذر أمته (٢) ؛ لينجو منه (٣) من شاء الله له السلامة، كما روى النزال بن سبرة (٤) عن عبد الله بن مسعود قال: «سمعت رجلا قرأ آية سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ خلافها، فأخذت بيده، فانطلقت به إلى النبي صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له، فعرفت في وجهه الكراهية، وقال: " كلاكما محسن، ولا تختلفوا؛ فإن من كان قبلكم اختلفوا فهلكوا» رواه مسلم (٥) .

نهى النبي (٦) صلى الله عليه وسلم عن الاختلاف الذي فيه جحد (٧) كل واحد من المختلفين ما مع الآخر من الحق؛ لأن كلا القارئين كان محسنا فيما قرأه،


(١) في (أب ط) : وقوعها.
(٢) في (أب ج د) : منه.
(٣) في المطبوعة: وكان يحذر أمته منه لينجو من الوقوع فيه من شاء الله.
(٤) هو: النزال بن سبرة الهلالي العامري، معدود في كبار التابعين وفضلائهم، وقيل بأنه رأى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، روى عن علي وعبد الله بن مسعود وغيرهما، وروى عنه الشعبي والضحاك وغيرهما، قال عنه يحيى بن معين وغيره: ثقة.
انظر: كتاب الجرح والتعديل (٧ / ٤٩٨) ، ترجمة رقم (٢٢٧٩) ؛ وأسد الغابة (٥ / ٤٥) .
(٥) الحديث لم أجده في مسلم، إنما وجدته في البخاري ومسند أحمد.
انظر: صحيح البخاري، كتاب الخصومات، باب ما يذكر في الأشخاص، والخصومة بين المسلم واليهود، في فتح الباري، حديث رقم (٢٤١٠) (٥ / ٧٠) ، وقد أخرجه البخاري في أكثر من موضع، وأطرافه: (٣٤٧٦، ٥٠٦٢) من فتح الباري؛ ومسند أحمد (١ / ٤١٢، ٤٥٦) .
(٦) في (أط) : نهى صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
(٧) في (ط) : حجة.

<<  <  ج: ص:  >  >>