للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومنه: ما يكون كل من القولين هو في (١) معنى قول الآخر؛ لكن العبارتان مختلفتان، كما قد يختلف كثير من الناس في ألفاظ الحدود (٢) وصيغ (٣) الأدلة، والتعبير عن المسميات، وتقسيم الأحكام، وغير ذلك ثم الجهل أو الظلم (٤) يحمل على حمد (٥) إحدى المقالتين وذم الأخرى.

ومنه ما يكون المعنيان غيرين (٦) لكن لا يتنافيان؛ فهذا قول صحيح، وهذا (٧) قول صحيح (٨) وإن لم يكن معنى أحدهما هو معنى الآخر، وهذا كثير في المنازعات جدا (٩) .

ومنه ما يكون طريقتان مشروعتان، ورجل (١٠) أو قوم قد سلكوا هذه الطريق، وآخرون قد سلكوا الأخرى، وكلاهما حسن في الدين.


(١) في (ب) : في المعنى. وفي المطبوعة زاد: في الواقع.
(٢) في المطبوعة زاد: والتعريفات.
(٣) في (أب ط) : وصوغ.
(٤) في المطبوعة زاد: هو الذي.
(٥) في (ب ط) : حمل. وهو بعيد.
(٦) غيرين. أي: متغايرين.
(٧) في المطبوعة: وذاك.
(٨) قوله: وهذا قول صحيح: سقط من (ب ج د ط) .
(٩) وذلك مثل اختلاف الصحابة في تأويل قوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: " لا يصلين أحد العصر إلا في بني قريظة "، فإن بعض الصحابة فهم منها أنه لا بد أن تكون صلاة العصر في بني قريظة ولو خرج منها أنها لا بد أن تكون صلاة العصر في بني قريظة ولو خرج وقتها، فلم يصلها إلا وقت العشاء، وآخرون فهموا من الأمر وجوب التوجه إلى بني قريظة، وصلوها في وقتها قبل وصولهم بني قريظة؛ لأنهم لم يستطيعوا الوصول قبل فوات الوقت، وكلا الفريقين أصاب في اجتهاده وعمله وسيأتي كلام المؤلف عن هذا.
(١٠) في المطبوعة: ولكن قد سلك رجل أو قوم هذه الطريقة. . إلخ.

<<  <  ج: ص:  >  >>