للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأنس (١) " (٢) .

وهذا باب واسع لم نقصد (٣) له ههنا، وإنما الغرض التنبيه على ما يخاف على الأمة من موافقة الأمم قبلها؛ إذ الأمر في هذا الحديث - كما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم - (٤) أصل هلاك بني آدم: " إنما كان التنازع في القدر "، وعنه نشأ


(١) هو أنس بن مالك بن النضر بن ضمضم بن زيد بن حرام الأنصاري الخزرجي، خادم رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، شهد بدرا وهو لم يبلغ سن الرشد، خدم الرسول عشر سنين، فكان من المكثرين لرواية الحديث، دعا له الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم بكثرة المال والولد ودخول الجنة، واستعمله أبو بكر وعمر على عمالة البحرين وشكراه في ذلك، ثم استقر منزله بالبصرة حتى توفي بها رضي الله عنه سنة (٩٣هـ) . عن أكثر من مائة سنة.
انظر الإصابة في تمييز الصحابة لابن حجر العسقلاني (١ / ٧١) ، (ت ٢٧٧) . وانظر: البداية والنهاية (٩ / ٨٨ - ٩٢) .
(٢) في الترمذي: كتاب القدر، باب ما جاء في التشديد في الخوض في القدر، حديث رقم (٢١٣٣) ، (٤ / ٤٤٣) ، ونصه: " حدثنا عبد الله بن معاوية الجمحي البصري، حدثنا صالح المري، عن هاشم بن حسان، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ونحن نتنازع في القدر فغضب حتى احمر وجهه، حتى كأنما فقئ في وجنتيه الرمان، فقال: " أبهذا أمرتم؟ أم بهذا أرسلت إليكم؟ إنما هلك من كان قبلكم حين تنازعوا في هذا الأمر؛ عزمت عليكم، عزمت عليكم ألا تنازعوا فيه".
قال أبو عيسى: " وفي الباب: عن عمر وعائشة وأنس، وهذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث صالح المري، وصالح المري له غرائب ينفرد بها لا يتابع عليها ".
(٣) في (ب) : لم يقصد له هنا.
(٤) تتضح العبارة إذا قلنا: أن أصل هلاك بني آدم إنما. . إلخ، أي بزيادة (أن) .

<<  <  ج: ص:  >  >>