للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مذهب المجوس (١) القائلين بالأصلين: النور والظلمة، ومذهب (٢) الصابئة (٣) وغيرهم القائلين بقدم العالم، ومذاهب كثير من مجوس هذه الأمة (٤) وغيرهم.

وهذا مذهب (٥) كثير ممن عطل الشرائع.


(١) المجوس: قوم يعبدون النور والنار والظلمة والشمس والقمر، ويزعمون أن للكون إلهين، وهم في بلاد فارس وما حولها، وقد قضى الإسلام على هذه النحلة ظاهرا، لكن بقيت لها آثار في بعض الطوائف كالشيعة، وإخوان الصفا، والبهائية، والنصيرية الباطنية، والقدرية وغيرها.
(٢) في (ط) : ومذاهب.
(٣) الصابئ في اللغة: الذي يترك دينه إلى دين آخر، والصابئة قوم يعبدون الكواكب والملائكة، وقيل: هم قوم لا دين لهم إنما هم باقون على فطرتهم، ورجح هذا ابن كثير.
انظر: تفسير ابن كثير (١ / ١٠٤) .
(٤) مجوس هذه الأمة: أطلقه السلف على القدرية، وقد وردت بتسمية القدرية (مجوس هذه الأمة) آثار بعضها مرفوع إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، منها ما ذكر ابن ماجه في سننه، الحديث رقم (٩٢) ، (١ / ٣٥) ؛ وأبو داود في سننه، كتاب السنة، باب القدر، الحديث رقم (٤٦٩١) ؛ وأحمد في مسنده (٢ / ١٢٥) ، (٥ / ٤٠٧) ؛ وابن أبي عاصم في كتاب السنة (١ / ١٤٤، ١٤٥) ، الحديث رقم (٣٢٩) .
وسائر هذه الروايات ضعفها أئمة الحديث، لكن يعضد بعضها بعضا، ووجه تسمية القدرية بمجوس هذه الأمة أنهم حين قالوا بأن الله تعالى لم يخلق الشر ولم يقدره، اضطروا إلى القول بأن الإنسان هو خالق أفعاله، كما تزعم المعتزلة، فهم بهذا أشبهوا المجوس، بل تابعوهم بقولهم: إن الله إله الخير والنور، والشر والظلمة لها خالق آخر غيره بزعمهم، تعالى الله عما يقوله الظالمون علوا كبيرا.
انظر: الفرق بين الفرق (ص٩٤، ٩٥) .
وانظر: مجموع الفتاوى لابن تيمية (٨ / ٢٥٨- ٢٦١) .
(٥) في (أط) : مذاهب.

<<  <  ج: ص:  >  >>