للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فيك جاهلية» (١) . فإنه ذم لذلك الخلق ولأخلاق الجاهلية التي لم يجئ بها الإسلام.

ومنه قوله تعالى: {إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ} [الفتح: ٢٦] (٢) فإن إضافة الحمية إلى الجاهلية اقتضى (٣) ذمها فما كان من (٤) أخلاقهم وأفعالهم، فهو كذلك.

ومن هذا ما رواه البخاري في صحيحه، عن عبيد الله (٥) بن أبي يزيد (٦)


(١) الحديث جاء في الصحيحين وغيرهما: انظر: صحيح البخاري: كتاب الإيمان، باب المعاصي من أمر الجاهلية، فتح الباري، حديث رقم (٣٠) ، (١ / ٨٤) وحديث رقم (٦٠٥٠) ؛ وصحيح مسلم، كتاب الإيمان، باب إطعام المملوك مما يأكل، حديث رقم (١٦٦١) ، (٣ / ١٢٨٢، ١٢٨٣) من ثلاث طرق؛ ومسنده أحمد (٥ / ١٦١) .
(٢) سورة الفتح: الآية ٢٦.
(٣) في المطبوعة: يقتضي، والمعنى متقارب.
(٤) في المطبوعة سقطت: من.
(٥) في المطبوعة: عبد الله، والصحيح: عبيد الله انظر: إسناده في فتح الباري (٧ / ١٥٦) .
(٦) هو: عبيد الله بن أبي يزيد المكي، مولى آل قارظ بن شيبة، وثقة النسائي والعجلي وابن معين وأبو زرعة، وغيرهم، وقال ابن سعد: " ثقة كثير الحديث" وعده ابن سعد في الطبقة الثالثة من المكيين، ومات سنة (١٢٦ هـ) وعمره (٨٦) سنة. انظر: الطبقات الكبرى لابن سعد (٥ / ٤٨١ ـ ٤٨٢) ؛ وتهذيب التهذيب (٧ / ٥٦، ٥٧) ، ترجمة رقم (١٠٩) .

<<  <  ج: ص:  >  >>