للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على غير الحق فهو كالبعير الذي ردي (١) فهو ينزع بذنبه» (٢) .

فإذا كان هذا (٣) التداعي في هذه (٤) الأسماء و (٥) هذا الانتساب (٦) الذي يحبه الله ورسوله فكيف بالتعصب مطلقا، والتداعي للنسب والإضافات التي هي: إما مباحة، أو مكروهة.

وذلك أن الانتساب إلى الاسم الشرعي أحسن من الانتساب إلى غيره، ألا ترى إلى ما رواه أبو داود من حديث محمد بن إسحاق (٧) عن داود بن


(١) في (ج د ط) : تردى، ومعناه: أسقط، أو: سقط في بئر، أو: تهور من جبل، ونحوه، وينزع: يجذب ويقتلع. انظر: مختار الصحاح، مادة (ردي) (ص ٢٤٠) ، ومادة (نزع) (ص ٦٥٤) .
(٢) أخرجه أبو داود في سننه، كتاب الأدب، باب في العصبية، حديث رقم (٥١١٨) ، (٥ / ٣٤١) وهو صحيح الإسناد. كما أخرجه أبو داود موقوفا على ابن مسعود برقم (٥١١٧) ، (٥ / ٣٤٠) ، المرجع نفسه.
(٣) في (ب) : على التداعي.
(٤) في المطبوعة: في الأسماء.
(٥) في المطبوعة: وفي هذا الانتساب.
(٦) يقصد الانتساب إلى المهاجرين والأنصار، الذي جاء في الحديث السابق: يا للمهاجرين، يا للأنصار.
(٧) هو: محمد بن إسحاق بن يسار بن خيار المطلبي، مولاهم، المدني، نزيل العراق، من الحفاظ المكثرين للحديث، وصاحب "المغازي" المشهور، ومن الأئمة المشهود لهم بالفضل والعلم والحفظ، وقد تكلم فيه بعضهم، لكن تصدى لذلك كثير من أئمة الحديث ووثقوه حتى قالوا: إنه لم يتكلم فيه سوى مالك وهشام بن عروة، ووجهوا كلامهما فيه بتوجيه يبرئه من الطعن في روايته للحديث، وسائر الأئمة يوثقه، قال أبو زرعة: "وابن إسحاق رجل قد أجمع الكبراء من أهل العلم على الأخذ عنه، وقد اختبره أهل الحديث فرأوا صدقا وخيرا"، وقد وثقه ابن معين، والعجلي وابن سعد، وابن حبان، وابن المبارك، وغيرهم، وأخذ عليه بعضهم روايته عن بني إسرائيل، وتساهله في رواية المغازي والسير، وتدليسه أحيانا، وقد روى له مسلم في المتابعات، وعلق له البخاري، ومن أهم أعماله الجليلة: جمع السيرة وكتابتها، توفي سنة (١٥٢ هـ) .
انظر: تهذيب التهذيب (٩ / ٣٨- ٤٦) ، ترجمة رقم (٥١) .

<<  <  ج: ص:  >  >>