للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإن (١) الجاهلية وإن كانت (٢) في الأصل صفة، لكنه غلب عليه الاستعمال حتى صار اسما، ومعناه قريب من معنى المصدر، وأما الثاني فتقول طائفة جاهلية وشاعر جاهلي، وذلك نسبة إلى الجهل الذي هو عدم العلم، أو عدم اتباع العلم فإن من لم يعلم الحق، فهو جاهل جهلا بسيطا، فإن اعتقد خلافه، فهو جاهل جهلا مركبا، فإن قال خلاف الحق عالما بالحق، أو غير عالم فهو جاهل أيضا كما قال تعالى: {وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا} [الفرقان: ٦٣] (٣) وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا كان أحدكم صائما فلا يرفث (٤) ولا يجهل» (٥) .

ومن هذا قول بعض شعراء (٦) العرب.


(١) في المطبوعة: فإن لفظ الجاهلية.
(٢) في (ط) : كانت. وفي بقية النسخ: كان.
(٣) سورة الفرقان: من الآية ٦٣.
(٤) في المطبوعة: فلا يرفث ولا يفسق ولا يجهل. بزيادة: ولا يفسق، وليست في مسلم والبخاري ولا في أبي داود.
(٥) هذا جزء من حديث جاء في الصحيحين وغيرهما. فقد أخرجه البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: "الصيام جنة، فلا يرفث ولا يجهل. . " الحديث، في صحيح البخاري، كتاب الصوم، باب فضل الصوم ـ حديث رقم (١٨٩٤) من فتح الباري (٤ / ١٠٣) .
وأخرجه مسلم في كتاب الصيام، باب حفظ اللسان للصائم، حديث رقم (١١٥١) ، (٢ / ٨٠٦) ولفظه: "إذا أصبح أحدكم يوما صائما، فلا يرفث، ولا يجهل. . " الحديث.
وأبو داود، وهو مطابق لما نص عليه المؤلف هنا، ولفظه: "الصيام جنة، إذا كان أحدكم صائما فلا يرفث ولا يجهل. . " الحديث، انظر: سنن أبي داود، كتاب الصوم، باب الغيبة للصائم، حديث رقم (٢٣٦٣) ، (٢ / ٧٦٨) .
(٦) في المطبوعة: الشعراء.

<<  <  ج: ص:  >  >>