للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ألا لا يجهلن أحد علينا ... فنجهل فوق جهل الجاهلينا (١)

وهذا كثير وكذلك من عمل بخلاف الحق فهو جاهل وإن علم أنه مخالف للحق كما قال سبحانه: {إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ} [النساء: ١٧] (٢) قال أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم: كل من عمل سوءا فهو جاهل (٣) .

وسبب ذلك أن العلم الحقيقي الراسخ في القلب يمتنع أن يصدر معه ما يخالفه من قول، أو فعل فمتى صدر خلافه فلا بد من غفلة القلب عنه، أو ضعفه في القلب بمقاومة (٤) ما يعارضه وتلك أحوال تناقض حقيقة العلم فيصير جهلا بهذا الاعتبار.

ومن هنا (٥) تعرف دخول الأعمال في مستحق (٦) الإيمان حقيقة لا مجازا وإن لم يكن كل من ترك شيئا من الأعمال كافرا، ولا (٧) خارجا عن أصل مسمى الإيمان وكذلك اسم العقل ونحو ذلك من الأسماء.


(١) هذا البيت من قصيدة طويلة لعمرو بن كلثوم الشاعر الجاهلي، وهي إحدى المعلقات السبع المشهورة. انظر: كتاب شرح القصائد السبع لأبي بكر الأنباري (ص ٤٢٦) .
(٢) سورة النساء: من الآية ١٧.
(٣) في (ب) : زاد: وإن علم أنه مخالف للحق.
انظر: تفسير ابن جرير (٤ / ٢٠٢، ٢٠٣) ، حيث ذكر أقوال الصحابة والتابعين في ذلك، وكلها تؤكد هذا المعنى الذي أشار إليه المؤلف.
(٤) في المطبوعة: أو ضعف القلب عن مقاومة ما يعارضه. وقد أجمعت النسخ المخطوطة على ما أثبته.
(٥) من هنا حتى قوله: وإن لم يكن (سطر واحد تقريبا) : ساقط من (أ) .
(٦) في المطبوعة:: في مسمى الإيمان.
(٧) قد فصل المؤلف هذا الموضوع واستوفاه في كتابه (الإيمان) فليراجع. وفي المطبوعة: أو خارجا.

<<  <  ج: ص:  >  >>