للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وروى مسلم أيضا في صحيحه، عن شعبة (١) عن الحكم (٢) قال: " غلب على الكوفة رجل - قد سماه - زمن ابن الأشعث (٣) قال: فأمر أبا عبيدة بن عبد الله (٤) أن يصلي بالناس، فكان يصلي، فإذا رفع رأسه من الركوع قام قدر ما أقول: اللهم ربنا لك الحمد ملء السماوات، وملء الأرض، وملء ما شئت من شيء بعد، أهل الثناء والمجد، لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد ".

قال الحكم: " فذكرت ذلك لعبد الرحمن بن أبي ليلى، فقال: " سمعت البراء بن عازب يقول: كانت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم وركوعه، وإذا رفع رأسه من


(١) هو: شعبة بن الحجاج بن الورد العتكي، مولاهم، الواسطي، ثم البصري، أبو بسطام، من الثقات الأئمة الحفاظ المتقنين، قال ابن حجر في التقريب: " كان الثوري يقول: هو أمير المؤمنين في الحديث، وهو أول من فتش بالعراق عن الرجال، وذب عن السنة، وكان عابدا، من السابعة، مات سنة ستين "، يعني: ومائة (١٦٠هـ) .
تقريب التهذيب (١ / ٣٥١) ترجمة رقم (٦٧) ش.
(٢) هو: الحكم بن عتيبة الكندي الكوفي، أبو محمد، قال ابن حجر في التقريب: " ثقة، ثبت، فقيه، إلا أنه ربما دلس، من الخامسة "، توفي سنة (١١٣ هـ) وعمره نيف وستون سنة. انظر: تقريب التهذيب (١ / ١٩٢) ، ترجمة رقم (٤٩٤) ح.
(٣) هو: عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث بن قيس الكندي، خرج على الحجاج، وصارت له معه وقائع طويلة، واستولى على سجستان وكرمان وفارس والبصرة، حتى حدثت بينهما موقعة دير الجماجم التي دامت أكثر من ١٠٠ يوم انتهت بهزيمة ابن الأشعث فلجأ إلى رتبيل ملك الترك، وبتهديد الحجاج أرسل رتبيل رأس ابن الأشعث إليه سنة (٨٥هـ) .
انظر: البداية والنهاية لابن كثير (٩ / ٣٥ - ٣٧، ٣٩ - ٤٢) ؛ والأعلام للزركلي (٣ / ٣٢٣، ٣٢٤) .
(٤) هو: أبو عبيدة بن عبد الله بن مسعود، تابعي جليل، من الثالثة، كوفي، ثقة، مات بعد سنة (٨٠هـ) . انظر: تهذيب التهذيب (٢ / ٤٤٨) ، (ت ٨٦) الكنى.

<<  <  ج: ص:  >  >>