للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العجم؟ وهم أكثر (١) الناس اليوم، سواء كانوا عرب الدار واللسان، أو عجما في أحدهما.

وكذلك انقسموا في اللسان ثلاثة أقسام:

قوم يتكلمون بالعربية لفظا ونغمة (٢) .

وقوم يتكلمون بها لفظا لا نغمة، وهم المتعربون الذين ما تعلموا اللغة ابتداء من العرب، وإنما اعتادوا غيرها، ثم تعلموها، كغالب أهل العلم، ممن تعلم العربية.

وقوم لا يتكلمون بها إلا قليلا.

وهذان القسمان، منهم من تغلب عليه العربية، ومنهم من تغلب عليه العجمية، ومنهم من قد يتكافأ في حقه الأمران: إما قدرة، وإما عادة.

فإذا كانت العربية قد انقسمت: نسبا ولسانا ودارا؛ فإن الأحكام تختلف باختلاف هذه الأقسام (٣) خصوصا النسب واللسان.

فإن ما ذكرناه من تحريم الصدقة على بني هاشم، واستحقاق نصيب من الخمس؛ ثبت لهم باعتبار النسب، وإن صارت ألسنتهم أعجمية.

وما ذكرناه من حكم اللسان العربي وأخلاق العرب: يثبت لمن كان كذلك، وإن كان أصله فارسيا، وينتفي عمن لم يكن كذلك وإن كان أصله هاشميا.

والمقصود هنا: أن (٤) ما ذكرته من النهي عن التشبه بالأعاجم: إنما العبرة (٥) بما كان عليه صدر الإسلام، من السابقين الأولين، فكل ما كان إلى


(١) في (ج د) : من أكثر.
(٢) النغمة هي: جرس الكلمة والصوت. انظر: لسان العرب، مادة (نغم) .
(٣) في المطبوعة: هذا الانقسام.
(٤) أن: سقطت من (ب) .
(٥) في المطبوعة: إنما العبرة فيه بما كان.

<<  <  ج: ص:  >  >>