للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كل ليلة في جماعة صلاة الجنازة (١) على من مات من المسلمين في جميع الأرض، ونحو ذلك من الصلوات الجماعية التي لم تشرع.

وعليك أن تعلم: أنه إذا استحب التطوع المطلق في وقت معين، وجوز التطوع في جماعة، لم يلزم من ذلك تسويغ جماعة راتبة غير مشروعة (٢) ففرق بين البابين، وذلك أن الاجتماع لصلاة تطوع (٣) أو استماع قرآن، أو ذكر الله، ونحو ذلك، إذا كان يفعل أحيانًا، فهذا حسن. فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم: "أنه صلى التطوع في جماعة أحيانًا" (٤) . و"خرج على أصحابه وفيهم من يقرأ وهم يستمعون (٥) فجلس معهم يستمع" (٦) . وكان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اجتمعوا أمروا واحدًا يقرأ وهم يستمعون.

وقد ورد في القوم الذين يجلسون يتدارسون كتاب الله ويتلونه، وفي القوم الذين يذكرون الله من الآثار ما هو معروف مثل قوله صلى الله عليه وسلم: «ما جلس قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله، ويتدارسونه بينهم، إلا غشيتهم


(١) في (ب د) : الجنائز.
(٢) في المطبوعة: قال: بل ينبغي أن نفرق بين البابين.
(٣) في (د) وفي المطبوعة: التطوع.
(٤) من ذلك ما ورد في الصحيحين عن أنس أنه صلى مع النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم هو واليتيم وأم سليم، ونحو ذلك. انظر: فتح الباري، الحديث رقم (٧٢٧) ، في كتاب الأذان، الباب رقم (٧٨) ، وصحيح مسلم، كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب جواز الجماعة في النافلة، الحديث رقم (٦٥٨، ٦٥٩، ٦٦٠) ، (١ / ٤٥٧، ٤٥٨) ومثله في قصة عتبان بن مالك. انظر: صحيح مسلم، الحديث رقم (٣٣) ، (١ / ٤٥٥) .
(٥) من هنا حتى قوله: وقد ورد (بعد سطر تقريبًا) : سقط من (ط) .
(٦) انظر: تفسير ابن كثير في تفسير سورة النساء: الآية ٤١ (١ / ٤٩٨) ، فقد ذكر قصة بهذا المعنى ومثله في فتح الباري (٩ / ٩٩) .

<<  <  ج: ص:  >  >>