للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكما قال في رواية ابن وهب عنه: " إذا سلم على النبي صلى الله عليه وسلم يقف ووجهه إلى القبر لا إلى القبلة، ويدنو ويسلم ويدعو، ولا يمس القبر بيده (١) وقد تقدم قوله: إنه يصلي عليه ويدعو له ".

ومعلوم أن الصلاة عليه والدعاء له يوجب شفاعته للعبد يوم القيامة، كما قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: «إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثلما يقول: ثم صلوا علي فإنه من صلى علي مرة صلى الله عليه عشرًا، ثم سلوا الله لي الوسيلة فإنها درجة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله، وأرجو أن أكون ذلك العبد، فمن سأل الله لي الوسيلة (٢) حلت عليه شفاعتي يوم القيامة» (٣) .

فقول مالك في هذه الحكاية - إن كان ثابتًا عنه - (٤) معناه: إنك إذا استقبلته وصليت عليه وسلمت عليه، وسألت الله له الوسيلة، يشفع فيك يوم القيامة فإن الأمم يوم القيامة يتوسلون (٥) بشفاعته واستشفاع العبد به في الدنيا هو (٦) فعل ما يشفع به له يوم القيامة، كسؤال الله له الوسيلة ونحو ذلك.

وكذلك ما نقل عنه من رواية ابن وهب: إذا سلم على النبي صلى الله عليه وسلم ودعا، يقف ووجهه إلى القبر لا إلى القبلة، ويدعو (٧) ويسلم، يعني دعاءه للنبي صلى الله عليه وسلم وصاحبيه.


(١) انظر: كتاب (الشفا) للقاضي عياض (٢ / ٨٤) .
(٢) في (ب) : علق فوق السطر: فقد. أي: فقد حلت عليه.
(٣) أخرجه مسلم، كتاب الصلاة، باب استحباب القول مثل قول المؤذن، الحديث رقم (٣٨٤) ، (١ / ٢٨٨، ٢٨٩) وآخره في مسلم، قال " حلت له الشفاعة ".
(٤) في (أ) : فمعناه.
(٥) في المطبوعة: إلى الله بشفاعته.
(٦) في المطبوعة: هو بطاعته وفعل.
(٧) في (أ) : ويدنو. وفي (ط) : فيدنو.

<<  <  ج: ص:  >  >>