للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من صفاتهم أنهم لا يسترقون: أي لا يطلبون من غيرهم أن يرقيهم، ولم يقل: لا يرقون. وإن كان ذلك قد روي (١) في بعض طرق مسلم (٢) فهو غلط، فإن النبي صلى الله عليه وسلم رقى نفسه وغيره، لكنه لم يسترق، فالمسترقي طالب للدعاء من غيره؛ بخلاف الراقي غيره، فإنه داع له.

وقد قال صلى الله عليه وسلم لابن عباس: «إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله» (٣) فهو الذي يتوكل عليه (٤) ويُستعان به، ويُستغاث به ويُخاف ويُرجى، ويُعبد وتنيب القلوب إليه، لا حول ولا قوة إلا به، ولا ملجأ (٥) منه إلا إليه، والقرآن كله يحقق هذا الأصل.

والرسول صلى الله عليه وسلم يُطاع ويُحَبُّ ويرضى، ويسلم إليه حكمه، ويعزر، ويوقر، ويتبع، ويؤمن به وبما جاء به، قال تعالى: {مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ} [النساء: ٨٠] (٦) .

وقال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ} [النساء: ٦٤] (٧) .


(١) في (أط) : قد روي بأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم رقى نفسه. فقوله: في بعض طرق مسلم فهو غلط: سقطت من (أط) .
(٢) انظر: صحيح مسلم، كتاب الإيمان. باب (٩٤) السابق، حديث رقم (٢٢٠) ، (١ / ٢٠٠) .
(٣) أخرجه الترمذي في سننه، كتاب صفة القيامة، باب (٥٩) ، حديث رقم (٢٥١٦) ، (٤ / ٦٦٧) ، وقال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح".
في المطبوعة: فالله هو الذي.
(٤) الذي يتوكل عليه: ساقطة من (ط) .
(٥) في المطبوعة: ولا منجى.
(٦) سورة النساء: من الآية ٨٠.
(٧) سورة النساء: من الآية ٦٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>