للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حَبًّا مُتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انْظُرُوا إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (٩٩)} (١).

زمان الربيع كله واعظ يذكر بعظمة موجده وكمال قدرته ويشوق إلى طيب مجاورته في دار كرامته ...

سبحان من سبحت المخلوقات بحمده، فملأ الأكوان تحميده وأفصحت الكائنات، والشهادة بوحدانيته، فوضح توحيده يسبحه النبات جمعه وفريده، والشجر عتيقه وجديده ... (٢).

فلو نظر الإنسان إلى عالم النبات وما فيه من عجائب مخلوقات الله لأدرك عظمة الخالق تبارك وتعالى، ولقاده ذلك إلى إفراده بالعبادة دون سواه.

فلو نظرنا إلى الحبة تكون في باطن الأرض فتنمو ويخرج ساقها شاقًا لنفسه طريقًا بين التراب ثم تكبر شيئًا فشيئًا حتى تكون شجرة ثم تخرج الثمرة تؤتي أكلها في حينها بإذن الله عز وجل.

ولو نظرنا إلى البساتين، وما تخرجه بإذن الله تعالى من ثمار مختلفة لرأينا العجب العجاب في صنع الله فتبارك الله أحسن الخالقين.

وقد أشار الحافظ ابن رجب رحمه الله تعالى إلى ذلك وأوضحه وبيّنه، فقال: هذا عود شجر الكرم يكون يابسًا طول الشتاء ثم إذا جاء الربيع دب فمه الماء واخضرّ ... ، ثم يخرج الحصرم (٣) فينتفع الناس به


(١) سورة الأنعام آية (٩٩).
(٢) لطائف المعارف (ص ٣٣٠، ٣٣١).
(٣) الحصرم: أول العنب، ولا يزال العنب ما دام أخضر حصرمًا، وهو حامض. الصحاح (٥/ ١٩٠٠) ولسان العرب (١٢/ ١٣٧).

<<  <   >  >>