للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومعنى الحديث كما قال ابن القيم رحمه الله تعالى: الله أعلم بما كانوا عاملين لو عاشوا (١).

ومنها: ما رواه البخاري ومسلم في قصة الخضر مع موسى عليه السلام التي ورد فيها قول الخضر: يا موسى إنك على علم من علم الله علمكه الله لا أعلمه وأنا على علم من علم الله علمنيه الله لا تعلمه إلى أن قال: "فركبا في السفينة قال: ووقع عصفور على حرف السفينة فغمس منقاره في البحر فقال الخضر لموسى: ما علمك وعلمي وعلم الخلائق في علم الله إلا مقدار ما غمس هذا العصفور منقاره" (٢).

ومنها: حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "مفاتيح الغيب خمس لا يعلمها إلا الله لا يعلم ما في غد إلا الله، ولا يعلم ما تفيض الأرحام إلا الله، ولا يعلم متى يأتي المطر أحد إلا الله، وما تدري نفس بأي أرض تموت، ولا يعلم متى تقوم الساعة إلا الله" (٣).

إلى غير ذلك من الأحاديث الكثيرة التي تدل على إثبات صفة العلم لله عزّ وجلّ، وأنه تبارك وتعالى قد علم في الأزل جميع ما هو خالق كما علم جميع أحوال خلقه وأرزاقهم وآجالهم وأعمالهم وشقاوتهم وسعادتهم، ومن هو منهم من أهل الجنة ومن هم منهم من أهل النار، وعلم سبحانه وتعالى عدد أنفاسهم وجميع حركاتهم وسكناتهم أين تقع،


(١) شفاء العليل (ص ٦٧).
(٢) أخرجه البخاري: كتاب التفسير، باب {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ} (٥/ ٢٣٠) ومسلم: كتاب الفضائل، باب من فضائل الخضر (٤/ ١٨٤٧).
(٣) أخرجه البخاري: كتاب الاستسقاء، باب لا يدري متى يجيء المطر إلا الله (٢/ ٢٣) ومسلم: كتاب الإيمان (١/ ٤٠) من حديث أبي هريرة.

<<  <   >  >>