للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومتى تقع وكيف تقع كل ذلك بعلمه تبارك وتعالى الذي لا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء، فله عزّ وجلّ العلم المطلق بجميع الأشياء جملة وتفصيلًا، سبحانه عما يقول الظالمون علوًا كبيرًا.

ثانيًا: صفة الغنى:

صفة الغنى من صفات الله تعالى الذاتية، قال ابن رجب رحمه الله تعالى: وقوله: "يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني، ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني ... " (١) يعني أن العباد لا يقدرون أن يوصلوا إلى الله نفعًا ولا ضرًا، فإن الله تعالى في نفسه غني حميد، لا حاجة له بطاعة العباد، ولا يعود نفعها إليه، إنما هم ينتفعون بها، ولا يتضرر بمعاصيهم، وإنما هم يتضررون بها.

قال تعالى: {وَلَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا} (٢).

وقال تعالى: {وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا} (٣).

وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول في خطبته: "ومن يعص الله ورسوله فقد غوى ولا يضر إلا نفسه، ولا يضر الله شيئًا" (٤).

وقال الله عزّ وجلّ: {وَإِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ غَنِيًّا حَمِيدًا (١٣١)} (٥).


(١) هذا جزء من حديث قدسي طويل تقدم تخريجه (ص ١٧٤).
(٢) سورة آل عمران آية (١٧٦).
(٣) سورة آل عمران آية (١٤٤).
(٤) هذا جزء من حديث ما يسمى بخطبة الحاجة، وقد تقدم تخريجه (ص ٨).
(٥) سورة النساء آية (١٣١).

<<  <   >  >>