للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ففيها معلوماته لا صفة ذاته كما وقعت الإشارة في القرآن إلى ذلك بقوله تعالى: {وَسِعَ رَبُّنَا كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا} (١) وقوله: {رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا} (٢) وقوله: {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ ... } (٣) ... (٤).

فقد بيّن ابن رجب رحمه الله تعالى أن معية الله تعالى لا تقتضي المخالطة والممازجة كما يزعم أهل الضلال لأن السلف رحمهم الله تعالى أجمعوا على أن المراد هو معهم بعلمه، وهذا هو المأثور عن الصحابة والتابعين وهو ما جاءت به نصوص الكتاب والسنة.

وبهذا يتبين أن موقف ابن رجب رحمه الله تعالى من إثبات معية الله تعالى موافق لما جاءت به نصوص الكتاب والسنة وما أجمع عليه سلف الأمة وأئمتها.

ومعية الله عزّ وجلّ لا تنافي ما ثبت لله تعالى من علوه على خلقه واستوائه على عرشه لأن الله تعالى قد ثبت له العلو المطلق.

صفة العلو وأدلة ثبوتها من السمع والعقل والفطرة:

فالعلو صفة من صفات الله تعالى الذاتية التي لا تنفك عنه، وقد دل على ثبوتها: السمع والعقل والفطرة.

وقد تواترت الأدلة من الكتاب والسنة على أن الله تعالى عال على كل شيء.


(١) سورة الأعراف آية (٨٩).
(٢) سورة غافر آية (٧).
(٣) سورة الحديد آية (٤).
(٤) فتح الباري (٢/ ٣٣١ - ٣٣٢).

<<  <   >  >>