للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهذا كله مروق عن دين الإسلام، ولم ينه علماء السلف الصالح وأئمة الإسلام كالشافعي وأحمد وغيرهما عن الكلام وحذروا عنه إلا خوفًا من الوقوع في مثل ذلك، ولو علم هؤلاء الأئمة أن حمل النصوص على ظاهرها كفر لوجب عليهم تبيين ذلك، وتحذير الأمة منه، فإن ذلك من تمام نصيحة المسلمين، فكيف ينصحون الأمة فيما يتعلق بالأحكام العملية ويدعون نصيحتهم فيما يتعلق بأصول الاعتقادات، هذا من أبطل الباطل (١).

فقد بيّن ابن رجب رحمه الله تعالى في كلامه السابق أن من صفات الله الفعلية صفة المجيء والإتيان، وهي من الصفات التي ثبتت في كتاب الله العزيز وبأحاديث المصطفى - صلى الله عليه وسلم - ودرج علماء السلف على نقلها والإيمان بها وإقرارها وإمرارها كما جاءت من غير تحريف ولا تمثيل ولا تشبيه.

وقد ساق ابن رجب رحمه الله تعالى الآيات التي دلّت على هذه الصفة.

كما بيّن رحمه الله تعالى أيضًا في كلامه السابق أن تعطيل الصفات


= المعتزلة ونحوهم من المتكلمين ... وقد أنكر طائفة أن يكون في اللغة مجاز لا في القرآن ولا غيره كأبي إسحاق الإسفرائيني ... إلى أن قال رحمه الله: "فلا مجاز في القرآن بل وتقسيم اللغة إلى حقيقة ومجاز تقسيم مبتدع محدث لم ينطق به السلف، والخلف فيه على قولين، وليس النزاع فيه لفظيًا، بل يقال نفس هذا التقسيم باطل لا يتميز هذا عن هذا ... ".
الإيمان (ص ٨٤) وما بعدها، وانظر: رسالة في الحقيقة والمجاز لابن تيمية ضمن مجموع الفتاوى (٢٠/ ٤٠٠ - ٤٩٩) ورسالة منع جواز المجاز في المنزل للتعبد والإعجاز للعلامة محمد الأمين الشنقيطي.
(١) فتح الباري (٥/ ٩٦ - ٩٨).

<<  <   >  >>