للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولا ننكر أن خشية الله وهيبته وعظمته في الصدور وإجلاله مقصود أيضًا، ولكن القدر النافع من ذلك ما كان عونًا على التقرب إلى الله بفعل ما يحبه وترك ما يكرهه، ومتى صار الخوف مانعًا من ذلك وقاطعًا عنه فقد انعكس المقصود منه، ولكن إذا حصل ذلك عن رغبة كان صاحبه معذورًا" (١).

وقال رحمه الله تعالى مبينًا أسباب قوة خوف الله تعالى وخشيته: "والموجب لخشية الله أمور:

١ - منها قوة الإيمان بوعده ووعيده على المعاصي.

٢ - ومنها النظر في شدة بطشه وانتقامه وسطوته وقهره وذلك يوجب للعبد ترك التعرض لمخالفته كما قال الحسن: ابن آدم هل لك طاقة بمحاربة الله، فإن من عصاه فقد حاربه (٢) وقال بعضهم: عجبت من ضعيف يعصي قويًا.

٣ - ومنها قوة المراقبة له والعلم بأنه شاهد رقيب على قلوب عباده وأعمالهم وأنه مع عباده حيث كانوا كما دل القرآن على ذلك كقوله تعالى: {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ} (٣) وقوله تعالى: {وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ} (٤) (٥) ...

وينبغي للمؤمن أن يكون خائفًا راجيًا، ويكون خوفه ورجاؤه سواء


(١) التخويف من النار (ص ٢١).
(٢) أخرجه أبو نعيم في الحلية (٢/ ١٣٤) وعلقمة بن مرثد في زهد الثمانية (ص ٦٢).
(٣) سورة الحديد آية (٤).
(٤) سورة يونس آية (٦١).
(٥) شرح حديث عمار بن ياسر (ص ٢٦).

<<  <   >  >>