للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الوفاء بها، وكذلك ما يجب الوفاء به لله عز وجل، مما يعاهد العبد ربه عليه من نذر التبرر ونحوه.

الخامس: الخيانة في الأمانة، فإذا أؤتمن الرجل أمانة، فالواجب عليه أن يردها كما قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا} (١).

وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أد الأمانة إلى من ائتمنك" (٢).

قال الله عز وجل: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (٢٧)} (٣).

فالخيانة في الأمانة من خصال النفاق.

وخاصل الأمر أن النفاق الأصغر كله يرجع إلى اختلاف السريرة والعلانية كما قاله الحسن ...

والنفاق الأصغر وسيلة إلى النفاق الأكبر، كما أن المعاصي بريد الكفر، وكما يخشى على من أصر على المعصية أن يسلب الإيمان عند الموت كذلك يخشى على من أصر على خصال النفاق أن يسلب الإيمان، فيصير منافقًا خالصًا ...

ومن أعظم خصال النفاق العملي أن يعمل الإنسان عملًا، ويظهر أنه قصد به الخير، وإنما عمله ليتوصل به إلى غرض له سيء فيتم له


(١) سورة النساء آية (٥٨).
(٢) أخرجه أحمد (٣/ ٤١٤) وأبو داود: كتاب البيوع والإجارات، باب في الرجل يأخذ حقه من تحت يده (٣/ ٨٠٥) والترمذي: كتاب البيوع (٣/ ٥٦٤) وقال: هذا حديث حسن غريب. والدارمي: كتاب البيوع، باب في أداء الأمانة واجتناب الخيانة (٢/ ١٧٨) والحاكم (٢/ ٤٦) وقال: حديث صحيح ووافقه الذهبي.
(٣) سورة الأنفال آية (٢٧).

<<  <   >  >>