للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ففي هذا الحديث أن التشبه بالكفار هو الذي حمل بني إسرائيل وبعض أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الذين دخلوا حديثًا في الإسلام أن يطلبوا هذا الطلب القبيح وهو أن يجعل لهم آلهة يعبدونها ويتبركون بها من دون الله.

وقد صدق - صلى الله عليه وسلم - حيث وقع ما أخبر به فإن غالب الناس ولاسيما في هذا العصر الذي أصبح التقليد والمشابهة للكفار سمة لأهله فنحن نرى الكثير من المسلمين قلدوا الكفار في عمل البدع والشركيات كأعياد الموالد وإقامة الأيام والأسابيع لأعمال مخصصة والاحتفال بالمناسبات الدينية والذكريات وإقامة التماثيل والنصب التذكارية، وإقامة المأتم وغير ذلك من الأمور التي لم ينج منها إلا من رحم الله وهم القليل.

٤ - التعصب للآراء والتقليد الأعمى للشيوخ يحول بين المرء واتباع الحق ومعرفة الدليل، وهذا شأن المتعصبين اليوم من بعض أتباع المذاهب والصوفية والقبوريين إذا دعوا إلى اتباع الكتاب والسنة ونبذ ما هم عليه مما يخالفهما احتجوا بمذاهبهم وأقوال مشائخهم وآبائهم وأجدادهم وأخذوها على أنها أقوال مسلمة لا يقبل غيرها.

وقد ذم الله سبحانه وتعالى التقليد باتباع الآباء والأجداد حيث قال تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ (١٧٠)} (١). وقال تعالى: {يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَالَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا (٦٦) وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا (٦٧)} (٢).

هذا كله من أسباب انتشار البدع بالإضافة إلى سكوت كثير من


(١) سورة البقرة آية (١٧٠).
(٢) سورة الأحزاب آية (٦٦، ٦٧).

<<  <   >  >>