للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد كره بعض العلماء تعلّم منازل القمر سدًا لباب الشرك وحسمًا لمادّته.

وقد تكلّم الحافظ ابن رجب رحمه الله تعالى عن مسألة التنجيم، وبيّن أن هذا النوع من العلم ينقسم إلى قسمين: علم تسيير وعلم تأثير، وقد نقل بعض أقوال أهل العلم في جواز علم التسيير الذي به تعرف القبلة وأوقات الصّلاة. أمّا علم التأثير فقد بيّن أنه باطل ومحرّم وقد ذكر الأدلّة التي تبيّن بطلانه وحرمته، فقال رحمه الله تعالي: "وكان النخعي (١) لا يرى بأسًا أن يتعلّم الرجل من النجوم ما يهتدي به ورخّص في تعلّم منازل القمر أحمد وإسحاق، ويتعلّم من أسماء النجوم ما يهتدى به، وكره قتادة تعلّم منازل القمر، ولم يرخّص ابن عيينة فيه، ذكره حرب عنهما، وقال طاووس (٢): ربّ ناظر في النجوم ومتعلّم حروف أبي جاد (٣) ليس له عند الله خلاق"، خرّجه حرب، وخرّجه حميد بن


(١) أبو عمران إبراهيم بن يزيد بن قيس بن الأسود النخعي اليماني ثم الكوفي، الإمام الحافظ، فقيه العراق وأحد الأعلام، وكان واسع الرواية، كبير الشأن، توفي سنة ٩٦ هـ.
طبقات ابن سعد (٦/ ٢٧٠)، ووفيات الأعيان (١/ ٢٥)، وسير أعلام النبلاء (٤/ ٥٢٠).
(٢) طاووس بن كيسان أبو عبد الرحمن الفارسي اليمني، الفقيه الحافظ عالم اليمن، كان ثقة عابدًا، توفي سنة ١٠٦ هـ.
طبقات ابن سعد (٥/ ٥٣٧)، ووفيات الأعيان (٢/ ٥٠٩)، وغاية النهاية في طبقات القراء (١/ ٣٤١).
(٣) هي الحروف المرتبة في الكلمات التالية: أبْجَدْ هَوَّز حُطّي كَلَمُنْ سَعْفصْ قَرْشَتْ ثَخَذْ ضَظَعْ. وقد استعمل هذا الترتيب للعدد والحساب والتاريخ بجعل كل حرف دالًا على عدد.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: الصواب أن هذه ليست أسماء لمسمّيات، وإنما ألّفت ليعرف تأليف الأسماء من حروف المعجم بعد معرفة حروف المعجم ... ثم كثير من أهل الحساب صاروا يجعلونها علامات على مراتب =

<<  <   >  >>