للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومعنى هذا أن كل حركات القلب والجوارح إذا كانت لله فقد كمل إيمان العبد بذلك باطنًا وظاهرًا، ويلزم من صلاح حركات القلب صلاح حركات الجوارح، فإذا كان القلب صالحًا ليس فيه إلَّا إرادة الله وإرادة ما يريده، لم تنبعث الجوارح إلَّا فيما يريده الله، فسارعت إلى ما فيه رضاه، وكفت عما يكرهه، وعمّا يخشى أن يكون مما يكرهه وإن لم يتيقّن ذلك (١).

وقال رحمه الله تعالى أيضًا وهو يتكلّم عن شارب الخمر: "وكلّما أدمن الخمر وعكف عليها نقص إيمانه وضعف ونزع منه، فيخشى أن يسلبه بالكلية عند الموت" (٢).

وقال رحمه الله تعالى أيضًا: "محاسبة النفس على ما سلف من أعمالها والندم، والتوبة من الذنوب السالفة، والحزن عليها، واحتقار النفس والازدراء بها، ومقتها في الله عزّ وجلّ، والبكاء من خشية الله تعالى، والتفكر في ملكوت السماوات والأرض، وفي أمور الآخرة وما فيها من الوعد والوعيد ونحو ذلك يزيد الإيمان في القلب" (٣).

وقال رحمه الله تعالى أيضًا: "ويدخل في مسمّى الإيمان وجل القلوب من ذكر الله، وخشوعها عند سماع ذكره وكتابه، وزيادة الإيمان بذلك" (٤).

وقال رحمه الله تعالى أيضًا: "وقوله - صلى الله عليه وسلم -: "وذلك أضعف الإيمان" (٥)، يدلّ على أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من خصال


(١) جامع العلوم والحكم (١/ ١٨٤).
(٢) رسالة في ذم الخمر وشاربها (ص ٣٤).
(٣) جامع العلوم والحكم (٢/ ٢٤٦).
(٤) المصدر السابق (١/ ٧٣).
(٥) جزء من حديث أخرجه مسلم: كتاب الإيمان (١/ ٦٩).

<<  <   >  >>