للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كافّة معلوم من دين الإسلام بالضرورة" (١).

ويجب علينا أن نقدّم محبّته - صلى الله عليه وسلم - على الوالد والولد والنفس والناس أجمعين؛ كما في حديث أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحبّ إليه من والده وولده والناس أجمعين" (٢).

ويجب علينا أن نؤمن بأن الله عزّ وجلّ قد أيّده بالمعجزات الباهرات والآيات البيّنات الدالّة على صدقه في كل ما جاء به - صلى الله عليه وسلم -، وهي كثيرة جدًا، وقد أُلّفت فيها مؤلّفات مستقلة، وذكر كثيرًا منها العلماء رحمهم الله تعالى في كتب التفسير والحديث والعقيدة ودلائل النبوّة والتاريخ وغيرها.

وقد تكلّم ابن رجب رحمه الله تعالى عن هذه المسائل كلّها.

فقال عن وجوب الإيمان بما جاء به النبيّ - صلى الله عليه وسلم - والتسليم له في ذلك: "والرّضا بمحمد رسولًا يتضمّن الرضا بجميع ما جاء به من عند الله، وقبول ذلك بالتسليم والانشراح؛ كما قال تعالى: {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ. . .} (٣) الآية.

وفي الصحيحين عن أنس عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "ثلاث من كنّ فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: من كان الله ورسوله أحبّ إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلّا لله، وأن يكره أن يرجع إلى الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يلقى في النار" (٤) ... " (٥).

وقال عن ما قام به النبيّ - صلى الله عليه وسلم - من تبليغ رسالة ربّه والدعوة إليها: "وقد بلّغ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رسالات ربّه وعلّم أمّته مناسكهم وعباداتهم


(١) شرح العقيدة الطحاوية (ص ١٧٨).
(٢) تقدم تخريجه (ص ٣٧٢).
(٣) سورة النساء، آية (٦٥).
(٤) تقدم تخريجه (ص ٣٧٢).
(٥) جامع العلوم والحكم (١/ ٧٥، ٧٦).

<<  <   >  >>