للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال الجوهري: قَدْرُ الشيء: مبلغه، وقدر الله وقَدْره بمعنىً، وهو في الأصل مصدر، وقال الله تعالى: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ} (١)، أي ما عظّموا الله حقّ تعظيمه ...

وقَدَرْت الشيء أقْدُره وأقْدِره قَدْرًا من التقدير، وفي الحديث: "إذا غمّ عليكم الهلال فاقدروا له" (٢)، أي أتمّوا الثلاثين (٣).

٣ - تعريف القضاء والقدر اصطلاحًا:

اختلف عبارات العلماء رحمهم الله تعالى في تعريف القضاء والقدر، فقال النووي رحمه الله تعالى: "واعلم أن مذهب أهل الحقّ إثبات القدر، ومعناه: أن الله تبارك وتعالى قدّر الأشياء في القدم وعلم سبحانه أنها ستقع في أوقات معلومة عنده سبحانه وتعالى، وعلى صفات مخصوصة فهي تقع على حسب ما قدّرها سبحانه وتعالى" (٤).

وقال الجرجاني (٥): "القدر: خروج الممكنات من العدم إلى الوجود واحدًا بعد واحد مطابقًا للقضاء ...

والقضاء: عبارة عن الحكم الإلهي في أعيان الموجودات على ما


(١) سورة الأنعام، آية (٩١).
(٢) جزء من حديث أخرجه البخاري في كتاب الصوم (٢/ ٢٢٩)، ومسلم في كتاب الصيام (٢/ ٧٥٩) من حديث ابن عمر عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - أنه ذكر رمضان، فقال: "لا تصوموا حتى تروا الهلال ولا تفطروا حتى تروه، فإن غمّ عليكم فاقدروا له".
(٣) الصحاح (٢/ ٧٨٦، ٧٨٧).
(٤) شرح مسلم للنووي (١/ ١٥٤).
(٥) علي بن محمد بن علي أبو الحسن الحسيني الحنفي المعروف بالشريف الجرجاني، من كبار العلماء بالعربية، له مؤلّفات كثيرة منها "كتاب التعريفات"، توفّي سنة ٨١٦ هـ.
بغية الوعاة (٢/ ١٩٦)، والضوء اللامع (٥/ ٣٢٨)، والبدر الطالع (١/ ٤٨٨).

<<  <   >  >>