للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأسباب، واعتبارها مؤثرة في المسببات شرك في التوحيد ومحو الأسباب أن تكون أسبابًا نقص في العقل، والإعراض عن الأسباب المأمور بها قدح في الشرع، فعلى العبد أن يكون قلبه معتمدًا على الله لا على سبب من الأسباب، والله ييسر له من الأسباب ما يصلحه في الدنيا والآخرة، فإن كانت الأسباب مقدورة له وهو مأمور بها فعلها مع التوكل على الله كما يؤدي الفرائض وكما يجاهد العدو، ويحمل السلاح، ويلبس جنة الحرب، ولا يكتفي في دفع العدو على مجرد توكله بدون أن يفعل ما أمر به من الجهاد، ومن ترك الأسباب المأمور بها، فهو عاجز مفرط مذموم (١).

وقد ذكر ابن رجب رحمه الله تعالى هذه المسألة فقال مبينًا أن الله سبحانه وتعالى هو خالق الأسباب والمسببات: "والله تعالى هو خالق الأسباب ومسبباتها لا خالق غيره ولا مقدر غيره" (٢).

وقال رحمه الله تعالى أيضًا: ". . . لكن العبد مأمور بالسعي في اكتساب الخيرات والاجتهاد في الأعمال الصالحات، وكل ميسر لما خلق له، أما أهل السعادة فييسرون نعمل أهل السعادة، وأما أهل الشقاوة فييسرون لعمل أهل الشقاوة. . .

{فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (٥) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (٦) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى (٧) وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى (٨) وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى (٩) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى (١٠)} (٣). . . (٤).

كما أشار رحمه الله تعالى إلى أنواع الأسباب فقال: "والأسباب


(١) مجموع الفتاوى (٨/ ٥٢٨، ٥٢٩).
(٢) لطائف المعارف (ص ٨٣).
(٣) سورة الليل آية (٥ - ١٠).
(٤) لطائف المعارف (ص ٢٠٥).

<<  <   >  >>