للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

للمؤمنين نزلًا، فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، فبعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدعو إليها بالإيمان والإسلام والإحسان، فمن أجابه دخل الجنة، وأكل من تلك الضيافة ومن لم يجب حرم" (١).

نسأل الله العظيم أن يوفقنا لما يحبه ويرضاه وأن يجعلنا من أهل الجنة الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون.

وقد حث ابن رجب رحمه تعالى على سلوك الصراط المستقيم والاجتهاد في الأعمال والأسباب الموصلة إلى الجنة ونعيمها وإلى مرضاة الله ومغفرته ورحمته سبحانه وتعالى فقال: "يتعين على العبد المؤمن الطالب للنجاة من النار ولدخول الجنة، وللقرب من مولاه والنظر إليه في دار كرامته أن يطلب ذلك بالأسباب الموصلة إلى رحمة الله وعفوه ومغفرته ورضاه ومحبته، فبها ينال ما عند الله من الكرامة، إذ الله سبحانه وتعالى قد جعل للوصول إلى ذلك أسبابًا من الأعمال التي جعلها موصلة إليه، وليس ذلك موجودًا إلا فيما شرعه الله لعباده على لسان رسوله، وأخبر عنه رسوله أنه يقرب إلى الله، ويوجب رضوانه ومغفرته، وأنه مما يحبه الله، أو أنه من أحب الأعمال إلى الله عز وجل فقد قال تعالى: {إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ} (٢)، وقال تعالى: {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ} (٣)، فالواجب على العبد البحث عن خصال التقوى وخصال الإحسان التي شرعها الله في كتابه أو على لسان رسوله - صلى الله عليه وسلم -، والتقرب بذلك إلى الله عز وجل، فإنه لا طريق للعبد يوصله إلى رضى مولاه وقربه ورحمته وعفوه ومغفرته سوى ذلك (٤).


(١) لطائف المعارف (ص ٣٠٦).
(٢) سورة الأعراف آية (٥٦).
(٣) سورة الأعراف آية (١٥٦).
(٤) المحجة في سير الدلجة (ص ٤٤ - ٤٥).

<<  <   >  >>