للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهو يوم الجمعة، وخواصهم ينظرون إلى وجه الله في كل يوم مرتين بكرة وعشيًا" (١).

وقال رحمه الله تعالى أيضًا: " ... أما المقصود الثاني فحاصل لأهل الجنة على أكمل الوجوه وأتمها، ولا نسبة لما حصل لقلوبهم في الدنيا من لطائف القرب، والأنس والاتصال إلى ما يشاهدونه في الآخرة عيانًا، فتنعم قلوبهم وأبصارهم وأسماعهم بقرب الله ورؤيته وسماع كلامه، لاسيما في أوقات الصلاة في الدنيا كالجمع والأعياد، والمقربون منهم يحصل ذلك لهم كل يوم مرتين بكرة وعشيًا في وقت صلاة الصبح، وصلاة العصر، ولهذا لما ذكر النبي - صلى الله عليه وسلم - أن أهل الجنة يرون ربهم، حض عقب ذلك على المحافظة على صلاة العصر، وصلاة الفجر لأن وقت هاتين الصلاتين وقت لرؤية خواص أهل الجنة ربهم وزيارتهم له ... " (٢).

كما أوضح ابن رجب رحمه الله تعالى أن رؤية الله تبارك وتعالى هو أعظم نعيم أهل الجنة، وأنهم يحقرون كل نعيم أمام نعيم رؤية ربهم وخالقهم سبحانه وتعالى حيث قال: "إن أهل الجنة إذا دخلوا الجنة واستدعاهم الرب سبحانه إلى زيارته ومشاهدته ومحاضرته يوم المزيد، فإنهم ينسون عند ذلك كل نعيم عاينوه في الجنة قبل ذلك، ولا يلتفتون إلى شيء مما هم فيه من نعيم الجنة حتى يحتجب عنهم سبحانه، ويحقرون كل نعيم في الجنة حين ينظرون إلى وجهه جل جلاله كما جاء في أحاديث يوم المزيد" (٣).


(١) المحجة في سير الدلجة (ص ٨٢).
(٢) جامع العلوم والحكم (٢/ ٣٧٨).
(٣) التخويف من النار (ص ١٩٦).

<<  <   >  >>