للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فقد أوضح ابن رجب رحمه الله تعالى في كلامه السابق أن رؤية المؤمنين لربهم عز وجل عيانًا بأبصارهم يوم القيامة حق لا مرية فيه، وهو ما عليه سلف هذه الأمة وأئمتها رحمهم الله تعالى.

وقد ذكر ابن رجب رحمه الله في معرض كلامه السابق بعض الأدلة التي استدل بها أهل السنة والجماعة على ثبوت رؤية الله تبارك وتعالى يوم القيامة.

وهناك أدلة أخرى تدل على ثبوت الرؤية لم يتعرض لها ابن رجب رحمه الله تعالى.

منها قوله تعالى: {تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ} (١) وقوله تعالى: {وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلَاقُوهُ} (٢).

قال ابن القيم رحمه الله تعالى: "أجمع أهل اللسان على أن اللقاء متى نسب إلى الحي السليم من العمى والمانع، اقتضى المعاينة والرؤية" (٣).

أما الأحاديث الدالة على رؤية الله تبارك وتعالى ولقائه فهي كثيرة جدًا تصل إلى حد التواتر.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: "ثبت بالسنة المتواترة واتفاق سلف الأمة وأئمتها من الصحابة والتابعين ومن بعدهم من أئمة أهل الإسلام الذين ائتموا بهم في دينهم أن الله سبحانه وتعالى يري في الدار الآخرة بالأبصار عيانًا، وقد دل على ذلك القرآن في مواضع كما ذلك مذكور في مواضعه، والأحاديث الصحيحة في ذلك كثيرة متواترة في


(١) سورة الأحزاب آية (٤٤).
(٢) سورة البقرة آية (٢٢٣).
(٣) حادي الأرواح (ص ٢٠٤).

<<  <   >  >>