للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وعدم التكلف والتزاحم حال الرؤية، لا تشبيه المرئى بالمرئي لأن الله تبارك وتعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} (١).

ومنها حديث صهيب بن سنان رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا دخل أهل الجنة الجنة، قال: يقول الله تبارك وتعالى: تريدون شيئًا أزيدكم؟ فيقولون: ألم تبيض وجوهنا؟ ألم تدخلنا الجنة، وتُنَجِّنَا من النار؟ قال: فيكشف الحجاب فما أعطوا شيئًا أحب إليهم من النظر إلى ربهم عز وجل" (٢).

هذه الآيات والأحاديث التي ذكرتها وغيرها مما لم أذكره فيها دلالة لما ذهب إليه أهل السنة والجماعة من ثبوت رؤية الله تعالى حقيقة يوم القيامة.

ولا عبرة بمن خالف ذلك من الفرق الأخرى ممن حادوا عن الصواب وخالفوا نصوص الكتاب والسنة.

قال ابن رجب رحمه الله تعالى في معرض الرد على المخالفين: "وإنما خالف فيه طوائف من أهل البدع من الجهمية والمعتزلة ونحوهم ممن يرد النصوص الصحيحة لخيالات فاسدة، وشبهات باطلة، يخيلها لهم الشيطان فيسرعون إلى قبولها منه، ويوهمهم أن هذه النصوص الصحيحة تستلزم باطلًا، وتسميته تشبيهًا أو تجسيمًا فينفرون منه، كما خيل إلى المشركين قبلهم أن عبادة الأوثان ونحوها تعظيم لجناب الرب وإنه لا يتوصل إليه من غير وسائط تعبد فتقرب إليه زلفًا وأن ذلك أبلغ في التعظيم والاحترام، وقاسه لهم على ملوك بنى آدم فاستجابوا لذلك وقبلوه منه.


(١) سورة الشورى آية (١١).
(٢) أخرجه مسلم: كتاب الإيمان، باب إثبات رؤية المؤمنين في الآخرة ربهم سبحانه وتعالى (١/ ١٦٣).

<<  <   >  >>