إمام التقى بحر الندى علم الهدى ... عبد اللطيف العالم الأوحد الفرد
فمذ غاب عن عيني تمثلت منشداً ... لما قاله في السالف العالم المجد
أليل غشى الدنيا أم الأفق مسود ... أم الفتنة الظلماء قد أقبلت تعدو
أم السرج النجدية الزهر أطفئت ... فأظلمت الآفاق إذ أظلمت نجد
نعم كورت شمس الهدى وبدا الردى ... وضعضع ركن للهدى فهو منهد
حليف المعالي قد رقي ذروة الهدى ... ومن دونها النسران والنجم والسعد
وعلامة ما الشافعي ومالك ... وأحمد والنعمان والليث والمجد
يرى في ثياب النسك حبراً كأنه ... مليك جليل القدر تعفو له الأسد
فسائل به آيات مجد شواهدا ... طوالعها لا يستطاع لها جحد
فكم من ضلال قد تصدى لرده ... وكم من هدى أبداه إذ أشكل الرد
فيها أيها الحبر الذي كان حجة ... عليك سلام الله ما سبح الرعد
بنيت بناءً للشريعة قد سما ... به من قبلك الأب والجد
وأسست هذا الدين حتى سما ... به أناس رعاهم قبلك الذيب والفهد
أنبأتهم كيف السياسة والعلى ... وكيف يقاد الجيش والجرد والجند
فأورثتهم مجداً وما كان مثله ... يرام له إرث وإن عظم الجد
حظوظ بميراث النبي أشادها ... إمام سما في العلم ليس له ند
أعاد لنا نهج الشريعة واضحا ... وقد عز من دهر تقادم أن يبدو
وجلى لنا أسرار شرعة أحمد ... وأن إله الحق في حكمه فرد
فجرّت به نجد ذيول افتخارها ... وكادت إلى فوق السماكين تعتد
حديث رسول الله إن جاء درسه ... يفوح به من طيبة المسك والورد
محاسن من دنيا ودين سماء بها ... إلى شرف العليا فحق له المجد (١)
ب- ورثاه الشيخ عبد الرحمن بن عبد الله بن طوق، بقصيدة مطلعها:
أبا خلق الأيام حيا تسالمه ... وإن عظمت هماته وعزائمه
(١) الدرر السنية، ١٢/٦٨-٦٩.