للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فما أوحش الدنيا ويا حزن نجدها ... ويا يتمه للعلم إذ مات عالمه

فما مر يوم مر يوم أتى به ... بأوحش أنباء بريد يكاتمه

وجدنا كأن الأرض حتماً تزلزت ... فأظلم كل الكون وارتج عالمه

وهاجت رياح من زفير تنفس ... وجاد بماء الجفن سحا غمائمه

فيالك من رزء فظيع على الورى ... وهد بسور العلم أوهاه ثالمه

فقد كان للدنيا وللدين عدة ... وكنزاً أبى مضروبها أن يقاومه

بقية أهل العلم والعَلَم الذي ... تلقاه فرع أصلته أكارمه

إلى أن قال:

وعاش سعيداً ثم مات موحداً ... على المبلغ المنجي طريق ملازمه

فلا حي إلا والكل هالك ... سواه ولا بد المنون تزاحمه

وماذا وإن أعطيت عمراً كآدم ... وللدهر يوماً سوف يدركك صارمه

فطوبى لعبد أيقظته عناية ... وجافته عن دار الغرور عزائمه (١)

جـ- ورثاه تلميذه (وجامع رسائله) الشيخ سليمان بن سحمان، بقصيدة طويلة، في (٤٢) بيتاً، نقتطف منها الأبيات التالية، ومطلعها:

تذكرت والذكرى تهيج البواكيا ... وتظهر مكنوناً من الحزن ثاويا

معاهد كانت بالهدى مستنيرة ... وبالعلم يزهو ربع تلك الروابيا

فما كان إلا برهة ثم أطبقت ... علينا بأنواع الهموم الروازيا

فكنا أحاديث كأخبار من مضى ... وننبأو عنها في القرون الخواليا

لعمري لئن كانت أصيبت قلوبنا ... وأوجعها فقدان تلك المعاليا

لقد زادت البلوى اضطراماً وحرقة ... فحق لنا اهراق دمع المآقيا

فقد أظلمت أرجاء نجد وأطفئت ... مصابيح داجيها لخطب وداهيا

لموت إمام الدين والعلم والتقى ... مذيق العدا كاسات سم الأفاعيا


(١) المرجع السابق، ١٢/٧٣-٧٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>