للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تبدؤونا١ بالقتال، ولا نمنعكم مساجد الله، ولا نمنعكم حقاً هو لكم في مال الله"٢. ومع هذا هم مصرحون بتكفيره، مقاتلون له، ومستحلون لدمه، فكيف بمجرّد الفرح.

وقد ذكر في الزواجر: أن الفرح بمثل هذه المعاصي من المحرمات. ولم يقل إنه كفر٣.

ثم اعلم أنّ الفتنة في هذا الزمان بالبادية والبغاة، وبالعساكر الكفرة الطغاة، فتنة عمياء صماء، عمّ شرُّها، وطار شررها، ووصل لهيبها٤ إلى العذارى في خدورهنّ، والعواتق وسط بيوتهنّ، ولم يتخلّص منها إلاّ من سبقت له الحسنى، وكان له نصيب وافر من نور الوحي، والنور الأول، يوم خلق الله الخلق في ظلمة، وألقى عليهم من نوره، وما أعزّ/من يعرف/٥ هذا الصنف، بل ما أعز من لا يعاديهم، ويرميهم بالعظائم، وأكثر الناس-كما وصفهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، فيما رواه كميل بن زياد٦: " لم يستضيئوا بنور العلم، ولم يلجأوا إلى ركن وثيق"٧.


١ في (د) : (تبدؤوننا) .
٢ انظر البداية والنهاية، ٧/٢٩٢-٢٩٣،٢٩٦.
٣ الزواجر عن اقتراف الكبائر، لأبي العباس أحمد بن محمد الهيتمي (ت ٩٧٣هـ) ، طبعة الحلبي وبذيله: كتاب" الإعلام بقواطع الإسلام "، ط/٢، ١٣٩٠هـ، ٢/١٩٨،١٢٣.
٤ في (د) : (لهبها) .
٥ ساقط في (أ) ، و (ج) .
٦ هو كميل بن زياد النخعي، صاحب علي رضي الله عته، قال ابن حبان:" كان من المفرطين في علي، ممن يروي عنه المعضلات، منكر الحديث جداً، تُتَّقَى روايته، ولا يحتج به، ووثقه ابن سعد، وابن معين، (ت٨٢هـ) .
انظر ترجمته: ميزان الاعتدال في نقد الرجال، للذهبي (ت٧٤٨هـ) ، تحقيق محمد البجاوي، دار إحياء الكتب العربية، الحلبي بمصر، ٣/٤١٥. البداية والنهاية، لابن كثير، ٩/٥٠. تقريب التهذيب، لابن حجر العسقلاني (ت٨٥٢هـ) ، تحقيق عبد الوهاب عبد اللطيف، نشر دار المعرفة، بيروت، لبنان، ط/٢، ١٣٩٥هـ/١٩٧٥م، ٢/١٣٦.
٧ قول علي رضي الله عنه أوله:" الناس ثلاثة: عالم رباني، ومتعلم على سبيل النجاة، وهمج رعاع، أتباع كل ناعق، لم يستضيئوا بنور العلم ... ". انظر: جامع بيان العلم وفضله، لابن عبد البر،١/٢٩. مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة، لابن قيم الجوزية (٧٥١هـ) دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، ج١/١٢٣؛ وعزاه لأبي نعيم في الحلية.

<<  <  ج: ص:  >  >>