للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كما جاءت، ولا تعرضوا لتفسيرها"١.

وقد ذكر شيخ الإسلام -رحمه الله- في الفتاوى المصرية أن السلف متفقون على عدم تكفير البغاة٢، فكيف بمجرد الفرح.

وقد قابل هذا الصنف من الإخوان، قومٌ كفّروا أهل العارض٣، أو جمهورهم في هذه الفتنة، واشتهر عن بعضهم أنه تلا عند سماع وقعة آل شامر، قوله تعالى {وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا} ٤، وعلّلوا بأشياء متعدّدة، من فرح، ومكاتبة وموالاة، وغير ذلك. والفريقان ليس لهم لسان صدق، ولا هدى، ولا كتاب منير.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله تعالى-:" لا بد للمتكلم في هذه المباحث ونحوها، أن يكون معه مباحث كليّة يردّ إليها الجزئيات؛ ليتكلم بعلم وعدل، ثم يعرف الجزئيات كيف وقعت، وإلاّ فيبقى في كذب وجهل في الجزئيات، وجهل وظلم في الكليات"٥، وأطال الكلام في الفريقين، بين المتأول والمتعمد، ومن قامت عليه الحجة، وزالت عنه الشبهة، والمخطئ الذي التبس عليه الأمر، وخفي عليه الحكم، وقرر مذهب علي بن أبي طالب، في عدم تكفير الخوارج، المقاتلين له، المكفّرين له، ولعثمان ولمن والاهما، رضي الله عنهما. ونقل قول علي لما سئل عن الخوارج: أكفّر هم؟ قال:"من الكفر فرّوا"٦. وقوله:"إنّ لكم علينا أن لا نقاتلكم حتى


١ وهذا قول كثير من السلف الصالح، كالإمام الزهري، ومكحول، والأوزاعي، ومالك، والثوري، والليث بن سعد، وغيرهم.
انظر: الصفات الإلهية، للجامي، ص ١٠٠،١١٩.
٢ مختصر الفتاوى المصرية، لابن تيمية، تأليف بدر الدين محمد بن علي البعلي (ت ٧٧٧هـ) ، تصحيح محمد حامد الفقي، دار نشر الكتب الإسلامية، كوجرانوالة-باكستان، طبعة سنة ١٣٩٧هـ-١٩٧٧م، ص٤٩٠.
٣ تقدم بيان موقعه في ص٣٥.
٤ سورة محمد: الآية (١٠) .
٥ انظر: مجموع الفتاوى، ٩/٢٣٨.
٦ انظر: فتح الباري، ١٢/٣١٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>