(٢) وقد ذكر الله –سبحانه وتعالى-في كتابه، أمثال هؤلاء الناس الذين لا يثبتون عند أدنى فتنة تعترضهم، قال تعالى {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ} [الحج:١١] . قال القرطبي في معنى عبادة الله على حرف: "وحقيقته أنه على ضعف في عبادته، لضعف القائم على حرف مضطرب فيه". الجامع لأحكام القرآن، ١٢/١٣. فهذا الذي يصل إلى درجة الاستخفاف بدينه، لا شك في كونه ضعيفاً في عبادته ويقينه، وإن لم يوصله ذلك إلى درجة الكفر بالله تعالى. (٣) هنا أورد الشيخ –رحمه الله-الحديث بالمعنى- أما نصه فهو عند مسلم، من حديث أبي سعيد رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: " من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان ". صحيح مسلم بشرح النووي ٢/٣٨١، الإيمان، باب (كون النهي عن المنكر من الإيمان) ، وأخرجه أصحاب السنن: سنن أبي داود ١/٦٧٧-٦٧٨، الصلاة، باب (الخطبة يوم العيد) . سنن الترمذي، (٤/٤٠٨، الفتن باب (ما جاء في تغيير المنكر) . سنن النسائي ٨/١١١-١١٢، الإيمان باب (تفاضل أهل الإيمان) . سنن ابن ماجة ٢/٣٨٢، الفتن باب (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) .