لسان العرب، ٤/٢٥٣، مادة (خفر) . (٢) يشير هنا إلى غربة الدين الإسلامي، التي تزداد يوماً بعد يومٍ إلى قيام الساعة، وهي ما أشار إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في حديث ابن عمر-رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا-بقوله:" إنّ الإسلام بدأ غريباً، وسيعود غريباً كما بدأ، وهو يأزر بين المسجدين كما تأزر الحية في جحرها". صحيح مسلم بشرح النووي، ٢/٥٣٦، الإيمان، باب (بيان أنّ الإسلام بدأ غريباً. إلخ) . سنن الترمذي، ٥/١٨، الإيمان، باب (ما جاء أنّ الإسلام بدأ غريباً) . (٣) فضل الغرباء: ورد في فضل الغرباء ووصفهم، أحاديث عدّة، منها: أ-حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم" بدأ الإسلام غريباً وسيعود كما بدأ غريباً، فطوبى للغرباء". صحيح مسلم بشرح النووي، ٢/٥٣٦. سنن ابن ماجة، ٢/٣٧٦، الفتن، باب (بدأ الإسلام غريباً) . وقد ذكر الإمام النووي-رحمه الله-في معنى قوله."طوبى للغرباء"، عدّة أقوال؛ عن ابن عباس –رضي الله عنهما-أنّ معناه: فرح، وقرة عين؛ وقال عكرمة: نعم ما لهم؛ وقال الضحاك: غبطة لهم؛ وقال قتادة: حسنى لهم، وعنه: أصابوا خيراً؛ وقال إبراهيم: خير لهم وكرامة؛ وقال ابن عجلان: دوام الخير؛ وقيل الجنة؛ وقيل: شجرة في الجنة. قال: وكلّ هذه الأقوال محتملة. شرح صحيح مسلم، للنووي، ٢/٥٣٤-٥٣٥) . وقال ابن الأثير-رحمه الله-:" طوبى: اسم الجنة، وقيل: شجرة فيها". النهاية لابن الأثير، ٣/١٤١) . ب-أخرج الترمذي في سننه-في صفة الغرباء-عن طريق كُثير بن عبد الله، عن أبيه، عن جدّه:" ... إنّ الدين بدأ غريباً، ويرجع غريباً، فطوبى للغرباء، الذين يصلحون ما أفسد الناس من بعدي من سنّتي". قال الترمذي: هذا حديث حسن، صحيح. سنن الترمذي، ٥/١٩-٢٠. قال ابن الأثير-رحمه الله-في معنى الحديث:" أي أنه كان في أول أمره، كالغريب الوحيد الذي لا أهل له عنده؛ لقلة المسلمين يومئذٍ، وسيعود غريباً كما كان: أي يقلُّ المسلمون في آخر الزمان، فيصيرون كالغرباء. فطوبى للغرباء: الجنة لأولئك المسمين الذين كانوا في أوّل الإسلام، وإنّما خصهم بها؛ لصبرهم على أذى الكفار أولاً وآخراً، ولزومهم دين الإسلام". النهاية لابن الأثير، ٣/٣٤٨. وجاء عند ابن ماجة:" قيل: ومن الغرباء؟ قال:" النُّزَّاع من القبائل". سنن ابن ماجة، ٢/٣٧٦. قال ابن الأثير:" (النُّزَّاع من القبائل) : هم جمع نازع ونزيع، وهو الغريب الذي نزع عن أهله وعشيرته، أي بَعُدَ وغاب.