(٢) ابن الحضرمي: هو عمرو بن الحضرمي، (والحضرمي) اسمه: عبد الله بن عباد، ويقال: مالك ابن عباد، الصدف، كان من أشراف كفار قريش. رماه واقد بن عبد الله التميمي بسهم، فقتله سنة (٥٢هـ) ، إذ كان في عير قريش وتجارتهم. فكان أول دم –من الكفار-أهريق في الإسلام. وكان قاتله (واقد بن عبد الله) أحد الثمانية من المهاجرين الذين خرجوا في سريّة عبد الله ابن جحش، الذي بعثه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وكتب له كتاباً، وأمره ألاّ ينظر فيه حتى يسير يومين، ثم ينظر فيه، فيمضي لما أمره به، ولا يستكره من أصحابه أحداً. فلمّا سار بهم يومين، فتح الكتاب، فإذا فيه:" إذا نظرت في كتابي، فامض حتى تنزل نخلة بين مكة والطائف، فترصّد بها قريشاً، وتعلم لنا أخبارهم"، فقال: سمعاً وطاعة، ففعل، وتبعه أصحابه. انظر قصته: سيرة ابن هشام، ٢/٦٠١-٦٠٣. البداية والنهاية، ٣/٢٤٧-٢٤٩. أما نسبة المصنف هذه السريّة لابن الحضرمي، فلعل ذلك لكونه أول دم أهريق في الإسلام من الكفار، فاشتهرت به السَّرِيَّة التي قتل فيها. أو لأنه كان يستدلّ بهذه السَّرِيَّة على حال ما أخذ من عسكر الكفّار.