قال ابن كثير رحمه الله: " كانت الفترة، بين عيسى بن مريم آخر أنبياء بني إسرائيل وبين محمد خاتم النبيين من بني آدم على الإطلاق". ثم استدل على هذا بما أخرجه البخاري في صحيحه من حديث أبي هريرة، أن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: " أنا أولى الناس بابن مريم، والأنبياء أولاد علات، ليس بيني وبينه نبي ". تفسير ابن كثير ٢/٣٧. والحديث ورد في صحيح البخاري مع الفتح، ٦/٥٥٠، الأنبياء، باب (واذكر في الكتاب مريم) . وقد اختلف العلماء في مدة الفترة، على أقوال عدّة، منها: عن قتادة: أنها ستمئة سنة، وعنه أيضاً أنها، خمسمائة وستون، وعن معمّر، عن بعض أصحابه: خمسمائة وأربعون، وعن الضحاك: أربعمائة وبضع وثلاثون، وقد أورد ابن كثير تلك الأقوال ثم قال: والمشهور هو القول الأول، أنها ستمائة سنة" ثم قال: "والمقصود أن الله بعث محمداً صلّى الله عليه وسلّم على فترة من الرسل، وطموس من السبل، وتغيير الأديان، وكثرة عبادة الأوثان والنيران والصلبان". تفسير ابن كثير ٢/٣٧. وانظر: الجامع لأحكام القرآن، ٦/٨١. (٢) انظر فتح المجيد، ص٢٧٨؛ ومنهاج التأسيس والتقديس، ص٨. (٣) الولائج: جمع وليجة، وهي البطانة، وليجة الرجل: بطانته وخاصته ودخلاؤه. لسان العرب، ٢/٤٠٠، مادة (ولج) . (٤) يلم: يقرب، ومعنى: لا يلم بباله دعاء الله: أي لا يقرب بباله دعاءالله. لسان العرب ١٢/٥٥١، مادة (لمم) .