للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشيخ عليه وأمثاله من أئمة الهدى، وفيهم من بدعة المعتزلة (١) والخوارج (٢) ، ولا معرفة لهم بالعقائد والنحل واختلاف الناس، والزمام زمان فترة، يشبه زمن الجاهلية، وإن كانت لكتب موجودة، فهي لا تغني ما لم يساعدهم التوفيق، وتؤخذ المعاني والحدود والأحكام من عالم ربّاني، كما قيل:

الجهل داء قاتل ودواؤه ... أمران في التركيب متفقان

نص من الرآن أومن سنة ... وطبيب ذالك العالم الربّاني (٣)

والكتب السماوية بأيدي أهل الكتاب (٤) ، وقد صار منهم ما صار (٥) ،وأساب الجهل والهلاك قد توافرت جداً، وقد قال بعض الأفاضل منذ أزمان: "ليس العجب ممن هلك كيف هلك؟ ولكن العجب ممن نجا كيف نجا؟ " (٦) . وهؤلاء الذين ذكرتهم من أهل فارس، وذكرت عنهم تلك العقائد الخبيثة، ليسوا بعرب يفهمون الأوضاع العربية، والحقائق الشرعية، والحدود الدينية، ولا يرجعون إلى نص من كتاب ولا سن، وإنما هو تقليد لم يحسنون به الظن، من غير فهم ولا بصيرة.

قال الحسن البصري –في أمثالهم من المعتزلة من العجم-: إنّ عجمتهم قصرت بهم عن إدراك المعاني الشرعية، والحقائق الإيمانية (٧) .

وكذلك لما ناظر أبو عمرو بن العلاء، عمرَو بن عبيد (٨) ، من رؤوس المعتزلة، وجده


(١) تقدم التعريف بهم في ص٢٢٥.
(٢) تقدم التعريف بهم ص١٦٩.
(٣) البيتان للإمام ابن القيم في نونيته. الكافية الشافية ٢/٣٨٣.
(٤) وهي: توراة موسى لليهود، وزبور داود، وإنجيل عيسى للنصارى.
(٥) يشير الشيخ إلى ما صار من اليهود والنصارى حيال تلك الكتب، من تحريف وتغيير وحذف، حسب ما يتناسب مع رغباتهم وأهوائهم.
(٦) لم اعرف قائله.
(٧) تقدّم نحو قوله هذا فيهم في ص١٨١.
(٨) تقدمت ترجمته في ص١٨١.

<<  <  ج: ص:  >  >>