للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لا يفرق بين الوعد والوعيد، فقال له: من العجمة أوتيت.

وأما عبد الرحمن البهمن (١) ،فهو على ما نقلت عنه، في غاية الجهالة والضلالة، وله من طريقة غلاة الجهمية نصيب وافر، وله من الاعتزال ومن نحلة الخوارج نصيب، وكلام أهل الإسلام وأئمة العلم في الجهمية والمعتزلة والخوارج (٢) . فأما جهم بن صفوان (٣) فطريقته في التعطيل، ونفي العلو والاستواء، والكلام،


(١) لم أعثر على ترجمته.
(٢) تقدم كلام العلماء في الخوارج ص١٦٧، وفي المعتزلة ص ٢٢٥-٢٢٦..
أما الجهمية: فهي فرقة تنتسب إلى جهم بن صفوان، تقول: الإيمان معرفة الله بالقلب، وإن لم يكن معها شهادة باللسان، ولا إقرار بالنبوة، والكفر عندهم هو: الجهل بالله فقط، وأن الجنة والنار تفنيان، وأنه لا يجوز وصف الباري تعالى بصفة يوصف بها خلق، وأنه تعالى لا يعلم بشيء قبل خلقه، وأنه لا فعل لأحد في الحقيقة إلا لله وحده، والإنسان لا يقدر على شيء ولا يوصف بالاستطاعة، ونسبة الفعل إليه على المجاز، وأن القرآن مخلوق، فذلك هو مجمل معتقدهم، وقد نص على تكفيرهم كثير من أئمة السلف:
١-فأخرج اللآلكائي وغيره في "شرح أصول الاعتقاد" ٢/٣٢١، عن سلام بن أبي مطيع قوله: "الجهمية كفار، لا يصلى خلفهم".
٢-وقال الإمام أحمد: من قال القرآن مخلوق، فهو عندنا كافر". أخرجه عبد الله بن أحمد في السنة ١/١٠٧.
٣-وقال بتكفيرهم أيضاً: عبد الله بن المبارك، وسفيان الثوري، وسفيان بن عيينة، وغيرهم، حتى أن الإمام الدارمي أورد في كتابه "الرد على الجهمية" باباً خاصاً بتكفيرهم، ترجم له بقوله: باب (الاحتجاج في إكفار الجهمية) ، ص٩، ٩٣ وما بعدها، مجموع الفتاوى، لسيخ الإسلام ابن تيمية ١٢/٤٨٥. شرح القصيدة النونية، ١/١١٥. والإبانة عن شريعة الفرقة، ومجانبة الفرق المذمومة، لعبد الله بن محمد بن بطة (ت٣٨٧هـ) ، تحقيق رضا بن نعسان معطى، دار الراية، الرياض، "/١، ١٤٠٩هـ-١٩٨٨م، ١/٣٧٩-٣٨٠. كتاب "السنة" لعبد الله بن أحمد (ت٢٩٠هـ) ، تحقيق محمد ابن سعيد بن سالم القحطاني، دار ابن القيم، ط/١، ١٤٠٦هـ-١٩٨٦م، ١/١٠٥-١٠٦. مقالات الإسلاميين، ١/٣٣٨. الفرق بين الفرق، ص٢١١. الحجة في بيان المحجة، ٢/٤٧٩. الملل والنحل، ١/٨٦.
(٣) هو جهم بن صفوان، أبو محرز الراسبي، الضال المبتدع، رأس الجهمية، كان ينكر الصفات، ويزعم أنه ينزه الباري عنها، قتله سلم بن أحوز المازني، بمرو سنة ١٢٨هـ.
انظر ميزان الاعتدال ١/٤٢٦؛ وسير الأعلام ٦/٢٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>