للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال ابن القيم في الكافية الشافية:

ولقد تقلد كفرهم خمسون في ... عشر من العلماء في البلدان١

يعني أن خمسمائة عالم أئمة مشاهير، جزموا بكفرهم، ونصوا عليه. وحججهم وشبهاتهم واهية داحضة، ولا تروج على من شم رائحة الإسلام.

قال بعض العلماء: أهل البدع لهم نصوص يدلون بها، قد اشتبه عليهم معناها، ولم يهتدوا فيها، إلا الجهمية، فليس معهم شيء مما جاءت به الرسل، ونزلت به الكتب. انتهى٢. والقرآن والسنة كلها رد عليهم.

قال بعض أصحاب الإمام الشافعي -رحمه الله تعالى-: في القرآن ألف دليل على علو الله على خلقه، وأنه فوق العرش٣. وذكر ابن القيم -رحمه الله- طرفاً صالحاً في نونيته من ذلك٤.

وأما نصوص السنة وكلام أهل العلم، فلا يحصيها ويحيط بها إلا الله. ويكفي المؤمن أن يعلم أن كل من عرف الله بصفات جلاله، ونعوت كماله، وتبين له شيء من ربوبيته وأفعاله، يعلم ويتيقن أنه هو العلي الأعلى، الذي على عرشه استوى، وعلى الملك احتوى، وأنه القاهر فوق عباده، وأنه يدبر الأمر من السماء إلى الأرض٥. ولا


١ الكافية الشافية، لابن القيم، ١/٢٩٠.
٢ المصدر السابق، نفس الصفحة. وقد ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- في "مجموع الفتاوى"، ٥/١٢٢، وفي كتاب "النبوات"، ص١٣٠.
٣ ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية في "المجموع"، ٥/١٢١. ونصه: " ... حتى قال بعض أكابر أصحاب الشافعي: في القرآن ألف دليل وأزيد تدل على أن الله عال على خلقه وأنه فوق عباده".
٤ انظر: الكافية الشافية، ١/٣٩٧، ٣٩٩، ٤٠٢، ٤٠٥، ٤٠٨، ٤١٢، ٤١٥، ٤١٧، ٤٢٠، ٤٢٢، ٤٢٤، ٤٢٥، ٤٢٩، ٤٣٢، ٤٣٩، ٤٨٣، ٤٨٦، ٤٩٢، ٥٠٠، ٥١٠، ٥١٤. تحدث الإمام في تلك المواضع وغيرها عن الأدلة على علو الله تعالى على خلقه.
٥ هذه عقيدة أهل السنة والجماعة، والتي توافرت النصوص من كتاب الله، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم على إثباتها؛ من ذلك: قوله تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه:٥] .

<<  <  ج: ص:  >  >>