للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ودعوه مع الله، من الآلهة التي لا تضر ولا تنفع.

قال ابن جرير-رحمه الله تعالى- في الكلام على آية يونس: يقول تعالى [ذكره] ١: ويعبد هؤلاء المشركون الذين وصفت لك صفتهم، الذين لا يضرهم شيء ولا ينفعهم في الدنيا ولا في الآخرة، وذلك هو الآلهة والأصنام التي كانوا يعبدونها، رجاء/شفاعتها/٢عند الله. قال تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم {قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الْأَرْضِ سُبْحَانَه وتعالى عما يشركون} ٣. يقول: (أتخبرون الله بما لا يكون في السماوات ولا في الأرض، وكان المشركون يزعمون أنها تشفع لهم عند الله، فقال الله لنبيه صلى الله عليه وسلم، وذلك باطل لا يعلم حقيقته وصحته، بل يعلم أن ذلك خلاف ما تقولون، وأنها لا تشفع لأحد ولا تضر ولا تنفع) انتهى٤.

وحاصلة أن النفي واقع على ما اعتقدوه وظنوه من وجود شفيع يشفع وينفع ويقرب إلى الله، وذلك الظن والاعتقاد وهم وخيال باطل لا وجود له. وبنحو ذلك قال ابن كثير٥، حيث يقول: (ينكر تعالى على المشركون الذين عبدوا مع الله غيره، ظانين أن تلك الآلهة تنفعهم شفاعتها عند الله، وأخبر أنها لا تنفع ولا تضرو لا تملك شيئاً ولا يقع شيء ٦ مما يزعمون فيها، ولا يكون هذا أبداً، ولهذا


١ ما بين المعقوفتين، زائد في جميع النسخ والمطبوع. لم يرد في (أ) .
٢ في جميع النسخ: (شفاعتهم) . وفي تفسير الطبري ما أثبتناه.
٣ سورة يونس الآية (١٨) .
٤ جامع البيان للطبري ١١/٩٨. نقله المصنف بتصرف يسير.
٥ هو إسماعيل بن عمر بن كثير بن ضوء بن كثير البصري ثم الدمشقي الشافعي، عماد الدين أبو الفداء. محدث مفسر فقيه، له مصنفات منها: تفسير القرآن العظيم، البداية والنهاية، جامع المسانيد، وغيرها (ت ٥٧٧٤) . الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة، لأحمد بن حجر العسقلاني (٨٥٢هـ) ، تحقيق محمد سيد جاد الحق، دار الكتب الحديثة، القاهر ١/ ٣٩٩؛ معجم المؤلفين ٢/ ٢٨٣.
٦ في (ج) و (د) : شيئاً.

<<  <  ج: ص:  >  >>