للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال تعالى: {قلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الْأَرْضِ} ١انتهى٢.

وقال /أبو السعود/٣ الرومي في قوله /تعالى/ ٤: {قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الْأَرْضِ} ٥ أي وتخبرونه بما لا وجود له أصلاً، وهو كون الأصنام شفعاءهم عند الله، إذ لو كان ذلك لعلمه علام الغيوب. وفيه تقريع لهم وتهكم بهم وبما يدعون من المحال، الذي لا يكاد يدخل تحت الصحة والإمكان، وقوله: {فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الْأَرْضِ} حال من العائد٦ المحذوف في "يعلم" مؤكدة للنفي، لأن ما لا يوجد فيها فهو منتف عادة) ٧ انتهى.

وقال العلامة ابن القيم٨ في الكلام على هذه الآية: هذا نفي لما ادعاه المشركون من


١ سورة يونس الآية (١٨) .
٢ تفسير ابن كثير ٢/ ٤٢٦، بتصرف يسير.
٣ في جميع النسخ: ابن مسعود، وهو خطأ. والصواب ما أثبته كما في المطبوع. وأبو السعود هو: محمد بن محمد بن مصطفى العمادي الحنفي أبو السعود، فقيه أصولي مفسر، من موالي الروم، له تصانيف منها: إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم "في التفسير"، وتهافت الأمجاد "في فروع الفقه الحنفي" وغيرهما. (ت ٩٨٢هـ) وقيل (٩٥١) . البدر الطالع ١/ ٢٦١، معجم المؤلفين ١١/ ٣٠١- ٣٠٢.
٤ ساقط في (ب) و (ج) و (د) والمطبوع.
٥ سورة يونس الآية (١٨) .
٦ وذلك أن الموصول في قوله (بما لا يعلم) بحاجة إلى صلة، ولا بد في الصلة من عائد، وهو هنا محذوف في يعلم، ويقدر ب (يعلمه) .
٧ تفسير أبي السعود المسمى إرشاد العقل السليم إلى مزايا القرآن الكريم، للإمام أبي السعود محمد بن محمد العمادي (ت ٩٥١هـ) دار إحياء التراث العربي، بيروت ٤/ ١٣٢، بتصرف.
*وروي عن الضحاك في تفسيره لهذه الآية قال: (أتخبرون الله أن له شريكاً، ولا يعلم لنفسه شريكاً في السموات ولا في الأرض.
انظر: زاد الميسر في علم التفسير، لأبي الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد، الجوزي القرشي البغدادي (ت ٥٩٧هـ) ، المكتب الإسلامي بيروت، ط/ ١، ١٣٨٥هـ- ١٩٦٥م ٤/ ١٦
٨ هو محمد بن أبي بكر بن أيوب، أبو عبد الله ابن قيم الجوزية، تلميذ شيخ الإسلام ابن تيمية، وسجن معه في قلعة دمشق. يأأبي له تصانيف عدة منها: روضة المحبين، زاد المعاد، إعلام الموقعين، اجتماع الجيوش الإسلامية ... وغيرها. (ت ٧٥١هـ) . الدرر الكامنة ٤/٢١، معجم المؤلفين ٩/١٠٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>