للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشفعاء، كنفي علم الرب تعالى بهم، المستلزم لنفي المعلوم، ولا يمكن أعداء الله المكابرة، وأن يقولوا قد علم الله جود ذلك، لأنه تعالى، إنما يعلم وجود ما أوجده وكونه، ويعلم أنه سيوجد ما يريد إيجاده، فهو يعلم نفسه وصفاته ومخلوقاته التي لم توجد بعد.

وأما وجود شيء آخر غير /مخلوق/١ له ولا مربوب، فالرب تعالى لا يعلمه، لأنه يستحيل٢ في نفسه، فهو سبحانه يعلمه مستحيلاً، /فكذلك/٣ حجج الرب تبارك وتعالى، على بطلان ما نسبه إليه أعداؤه المفترون٤ التي هي كالضريع الذي لا يسمن ولا يغني من رجوع. فإذا وازنت بينهما ظهرت لك المفاضلة، إن كنت بصيراً. {وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلاً} ٥، انتهى٦.


١ساقط في (ج) و (د) .
٢ في أصل النص عند ابن القيم في بدائع الفوائد: مستحيل.
٣ في الأصل (بدائع الفوائد) : فهذه.
٤ هنا أسقط المصنف عبارة:. (عليه، فوازن بينهما وبين حجج المتكلمين الطويلة العريضة) التي ... وهي عبارة ينبني عليها قوله بعدها: فإذا وازنت بينهما ... .
٥ سورة الإسراء الآية (٧٢) .
٦ بدائع الفوائد، لأبي عبد الله محمد بن أبي بكر بن قيم الجوزية (ت ٧٥١هـ) ، تقريظ وتقديم د. وهبة الزحيلي تحقيق وتعليق: معروف محمد هبي سليمان، وعلي عبد الحميد بلطه جي، توزيع دار الخاني، الرياض، دار الخير بيروت، ط/١، ١٤١٤هـ ١٩٩٤م ٤/١٣٠- ١٣١.

<<  <  ج: ص:  >  >>