للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقول السائل: هل يفسر بهذا النور /أو/١ لا"؟

فالجواب:

إنّ النور يضاف إلى الله إضافة الصفة إلى الموصوف، ويضاف إليه إضافة المفعول إلى فاعله، كما أشار إليه العلامة ابن القيم –رحمه الله- في نونيته٢. وما في دعائه صلى الله عليه وسلم مخرجه من الطائف، من الأول بلا ريب٣، فهو صفة ذات، ولذلك تسمى تعالى وتقدس بهذا الاسم الأنفس.

وأما ما في حديث أبي موسى من ذكر السبحات المضافة إلى وجه الله، فهو من إضافة الصفة إلى الموصوف، على ما يأتي تفسيره.

وأما قوله: (حجابه النور) ، فقد ذكر السيوطي٤ وغيره في الحجب آثاراً عن السلف، تدل على أن الله سبحانه احتجب بحجب من نور، مخلوقة له.٥

وكلام صاحب الكافية الشافية يشير إلى إليه، لأنه عطفه في الذكر على ما تقدم من


١ في (د) : أم.
٢ انظر الكافية الشافية ٢/٢٣٧.
٣ أي قوله صلى الله عليه وسلم (نور وجهك) من إضافة الصفة لموصوفها.
٤ هو عبد الرحمن ابن بكر ابن محمد، جلال الدين أبو الفضل السيوطي الشافعي، مشارك في أنواع من العلوم، من مؤلفاته: الدر المنثور (في التفسير) المزهر (في اللغة) حسن المحاضرة وغيرها. (ت ٩١١هـ) .
البدر الطالع ١/٣٢٨؛ شذرات الذهب ٨/٥١؛ معجم المؤلفين ٥/١٢٨.
٥ انظر: الهيئة السَّنيَّة في الهيئة السُّنيّة، لجلال الدين عبد الرحمن السيوطي (ت٩١١هـ) مخطوط بالمكتبة المركزية بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، برقم (١١٩٦) خطي ص ٥-٦، ومن بين ما ذكره السيوطي في الهيئة قال:
أ - أخرج أبو الشيخ من طريق مجاهد عن ابن عمر، ومن طريق آخر عن مجاهد قال: (إنّ بين العرش وبين الملائكة سبعين ألف حجاب، حجاب من نار وحجاب من ظلمة وحجاب من نور وحجاب من ظلمة) .
ب - وأخرج أبو الشيخ عن زرارة بن أبي أوفى، (أنّ النبي صلى الله عليه وسلم سأل جبريل: هل رأيت ربّك، فانتفض وقال: إنَّ بيني وبينه سبعين ألف حجاباً من نور، لو دنوت من أدناها لأحرقت) الهيئة السنية ص٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>