للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أوصاف الذات١. والأصل في العطف أن يكون في المغايرة٢.

وقال٣ في الجيوش الإسلامية: والله سبحانه وتعالى سمى نفسه نوراً، وجعل كتابه نوراً، ورسوله صلى الله عليه وسلم نوراً، ودينه نوراً، واحتجب من خلقه بالنور، وجعل دار أوليائه نوراً، قال تعالى: {اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ} الآية٤، وقد فسِّر بكونه مُنَوِّرُ السموات والأرض٥. وهذا إنما هو فعل، وإلا فالنور الذي هو من أوصافه، قائم به، ومنه اشتق له اسم النور الذي هو أحد الأسماء الحسنى. فالنور يضاف إليه سبحانه على أحد وجهين: إضافة صفة إلى موصفها، وإضافة فعل٦ إلى فاعله. فالأول كقوله: {وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا} ٧، إذا جاء لفصل القضاء.

ومنه قوله صلى الله عليه وسلم في الدعاء المشهور: " أعوذ بنور وجهك الكريم أن /تضلَّني/٨ لا إله إلا أنت" ٩.


١ الكافية الشافية ٢/٢٣٧-٢٣٨، ٢٤٠.
٢ وهذا ما يعبر عنه النحاة بقولهم: العطف يقتضي المغايرة.
٣ أي الإمام ابن القيم.
٤ سورة النور الآية (٣٥) .
٥ قد فسّره بذلك الإمام الشوكاني في فتح القدير ٤/٣٢، قال: ويدل على هذا المعنى قراءة زيد ابن علي، وأبي جعفر وعبد العزيز المكي (الله نوّر السموات والأرض) على صيغة الفعل الماضي، أي صيّرهما منيرتين باستقامة أحوالها أهلها وكمال تدبيره عزّ وجلّ لمن فيهما.
٦ هكذا في جميع النسخ، وفي أصل النص –في اجتماع الجيوش-: (إضافة مفعول ... ) والأول أولى.
٧ سورة الزمر الآية (٦٩) .
٨ في (د) : تظلني، وهو خطأ.
٩ لم أجد هذا الحديث بهذا اللفظ، وإنما وجدت عند البخاري ومسلم والإمام أحمد لفظ: " أعوذ بعزتك أن تضلّني لا إله إلا أنت" فلعل الإمام ابن القيم –رحمه الله- أراد هذه الرواية.
صحيح البخاري مع الفتح ١٣/٣٨١، التوحيد باب قول الله تعالى: {وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} ؛ وصحيح مسلم بشرح النووي ١٧/٤٣، الذكر باب التعوّذ من شر ما عمل ... ؛ وجامع الأصول في أحاديث الرسول، لأبي السعادات المبارك بن محمد بن الأثير (ت٦٠٦هـ) ، تحقيق عبد القادر أرنؤوط، مكتبة الحلبوني وغيره، طبعة عام ١٣٩٠هـ-١٩٧٠م ٤/٣٦٢. مسند الإمام أحمد ١/٣٠٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>